حشد الهلاليون على اختلاف مسؤولياتهم الجهود والإمكانات لإعادة الاستقرار للبيت الهلالي، بعد الهزة العنيفة التي أصابته الموسم الماضي في أعقاب استقالة الإدارة السابقة ورحيل الجهاز الفني، وما واكبهما بعد ذلك من تغييرات جذرية وحالة معنوية محبطة، كادت أن تعصف بالكثير من الطموحات والآمال في مقدمتها الترشح إلى الدور التالي من البطولة الآسيوية، إذ اتفق أعضاء شرف وإدارة وجماهير على هدف واحد وصريح، تمثل في ترسيخ ثبات الأزرق على منصات التتويج، وتعزيز الثقة في الجهاز الفني الجديد بقيادة دونيس، ودعم اللاعبين الذين أنيط بهم تحقيق أكبر الغنائم والمكاسب محليا وقاريا وعلى كافة مستويات وفئات النادي الأزرق. وسيكون على أنصار الزعيم تحري هلالهم المختلف بدءا من منتصف أغسطس الجاري، حيث ينطلق الموسم الرياضي السعودي قبل أيام من الجزء الحاسم الموسم الآسيوي، وسط طموحات وتطلعات كبيرة بفريق قوي من شأنه اكتساح الألقاب والبطولات. أتم نجوم الفريق الهلالي جاهزيتهم البدنية بين غابات سالسبورغ النمساوية، وباتوا على أهبة الاستعداد لقص شريط الموسم الرياضي الجديد واستهلاله على نحو من القوة لم يسبق أن شهدته الكرة السعودية، سيما في ظل الإدارة الجديدة التي تولت دفة قيادة النادي لأربع سنوات مقبلة، والتغييرات التي واكبت ذلك على مستوى الانتدابات والأسماء المنضمة حديثة للكتيبة الزرقاء. ويبدو أن قدر اليوناني دونيس مع الفريق العاصمي حكم عليه ك سابقه بأن يكون على محك التحديات منذ أيامه الأولى، فالبداية تحتاج إلى نصر ثمين على النصر يعزز روح الفريق المعنوية ويؤكد تفوقه على غريمه التقليدي، قبل مواجهتي ربع النهائي التي سيخوضها الزعيم أمام بطل الدوري القطري لخويا في القسم الثاني من دوري أبطال آسيا، التي سيكون فيها مطالبا بالفوز وحسم العبور إلى نصف النهائي محفوفا بأمنيات أنصار المحيط الهلالي في الظفر بلقبي السوبر ودوري الأبطال في الربع الأول من الموسم، ما يعني أن على دونيس الحفاظ على صورته الجميلة التي شكلها في الموسم الصعب الذي أعاد فيه ترتيب الأزرق في الميدان وأنقذه من الفشل بتحقيق كأس الملك والمضي إلى دور الثمانية على المستوى القاري. أكثر من سوبر يعرف الهلاليون جيدا أن لقبا بحجم السوبر لا يمكن له أن يشبع نهمهم للإنجازات، وأن بلوغهم لرقم قياسي على مستوى البطولات يدفعهم لفرز نوعية الألقاب التي ينافسون عليها بكل ثقلهم، وهو ما تجسد على أرض الواقع في المواجهات الودية التي خاضها الأزرق في النمسا وإيطاليا، إذ بحث اليوناني من خلالها عن إعداد يليق بالآسيوية ولم يضع في اعتباره مباراة السوبر كهدف مطلق، حيث كشفت الأسماء التي زج بها في المواجهات الأربع عن أن نواياه تتجه صوب التعاطي مع المباراة من منطلق أنها فرصة قوية للتجهيز للمعترك الأهم في المقاييس الزرقاء، وأن الفوز فيها أو الخسارة لن تكون ذات تأثير يمكن أن يهز ثقة الزعيم في مشواره الأهم نحو بطولة آسيا، أو يعيقه عن هدفه المحدد سيما أن مشوار الموسم مليء بالمواجهات الصعبة، والزج بكل الأوراق يعني استنزافا مبكرا للجهد والمعنويات، كما حدث مع الروماني ريجي كامبف الذي أصاب الأزرق في مقتل منتصف الموسم، وهو ما حاول دونيس تفاديه حتى من خلال التدريبات التي بدت أقل صرامة وقوة عن حقبة المدرب السابق. خطة إدارية يجير لشرفيي الهلال على مدار العقود الخمسة الماضية، الثبات الدائم للزعيم في منصات التتويج وتفرده بزعامة أندية القارة على مستوى الإنجازات والأرقام والجماهيرية، ومن ذلك حضورهم القوي في الموسم الماضي وتكاتفهم لترتيب البيت الأزرق في وقت قياسي، بعد الهزة التي أعقبت الخروج المرير من آسيا واستقالة الرئيس والإدارة وإقالة المدرب، إذ اجتمعوا من أجل مصلحة ناديهم ودعموا الرئيس المكلف وجهزوا الإدارة الجديدة بحضور شخصية مميزة تم الإجماع عليه، هو الأمير نواف بن سعد الرجل القوي في إدارة الامير عبدالرحمن بن مساعد والداعم للأزرق مع مختلف الإدارات آخرها الرئيس المكلف محمد الحميداني. ومنذ أيامه الأولى بدأ الأمير صارما وحازما في الكثير من الملفات ونجح في إذابة ترسبات الفترة الماضية حيث قام بحل مشاكل عدد من اللاعبين في مقدمتهم نجم الفريق محمد القرني وأعار عددا من الأسماء الواعدة، وعزز الكتيبة بصفقتي الميدا وإدواردو مبقيا على قلبي الدفاع ديجاو وكواك، إلى جانب زيادة عقود الرعاية والعمل مع بعض الداعمين على حلحلة الأزمة المالية وتقليصها عبر سداد وجدولة المستحقات، فضلا عن تأمين ميزانية الموسم الجديد، وهذه الأمور يضاف إليها الحراك الذي يقوم به أعضاء الإدارة الجديدة عبر دعم مقدمات عقود نجوم الفريق الأولمبي، والتوقيع معهم لعدة سنوات حماية لهم من الانتقال إلى أي أندية أخرى. دعم الفئات السنية وضعت الإدارة بالتنسيق مع مدرب الفريق دونيس اهتماما كبيرا في التركيز على الاستفادة من الفئات السنية، ووقعت عقودا مع طاقم فني أرجنتيني لقيادة دفة الفئات السنية بالنادي، بإشراف المدير الفني الأرجنتيني «دانيال روميو» الذي سيكون معنيا بكافة الفئات السنية، وأسندت لمواطنه «ليوناردو سكوادروني» مهمة تدريب فريق شباب الهلال لكرة القدم، ول «خوان إجناسيو براون» فريق الناشئين، وتولى مواطنهم «لورينسو فروتوس» تدريب فريق براعم «الهلال» لكرة القدم. وبدأ الطاقم عمله بضراوة في الأيام الماضي استعدادا لخوض مسابقتي كأس الاتحاد السعودي، ومنافسات الدوري السعودي الممتاز لدرجتي الناشئين والشباب، للموسم الرياضي 2015-2016، حيث تقام حاليا معسكرات إعدادية في مدينة الرياض، ويسعى النادي للاستفادة من تطوير مدرسة الهلال بطريقة احترافية والاستفادة من الأسماء اللامعة في الفريق الأول في السنوات المقبلة، ويعيش النادي حاليا فترة من التغييرات البناءة حرصا على إعادة الوهج للفئات السنية التي غابت الموسم الماضي عن تحقيق الألقاب والبطولات، ومنحها المزيد من الثقة والدعم والاهتمام.