استطاع العديد من أفراد المجتمع خلال الشهر الفضيل من إنقاص وزنهم بعض كيلوجرامات بجانب اتباع السلوكيات الغذائية الصحيحة التي تجنبهم الكثير من الأمراض ومنها السمنة وغيرها، إلا أنه بمجرد دخول شهر شوال وتحديدا مع أيام العيد يبدأ الكثير منا في كسر الروتين. وحذر استشاري علاج الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين، من الإفراط في تناول اللحوم بكثرة خلال أيام العيد، وخصوصا أن أيام العيد تتسم بالعزائم التي تحتوي على موائد تحتوي على نسب عالية من الدهون ولاسيما مشويات اللحوم التي تمهد للإصابة بالنقرس الذي يعتبر نوع من أنواع التهابات المفاصل نتيجة ترسيب (أملاح اليورات) التي تعرف باليوريك أسيد في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، وهذا الترسيب يتسبب في حدوث التفاعل الذي نسميه نحن التهابا. وبين أن الترسيب يختار مناطق معينة مثل أصابع اليد والقدم، وأحيانا الركبة والكاحل، لكنه في 50% من الحالات يظهر في الإصبع الكبير للقدم، ويسمى الألم الناتج منه أحيانا (مسمار القدم) لأنه يؤلم الكعبين عند الوقوف، فنوبات النقرس تأتي على فترات من الألم الشديد بالمفاصل مع التورم والاحمرار والتصلب ويزيد الألم في الصباح، ولكن ما بين النوبات من ألم خفيف يعتبر النقرس المزمن والذي يظهر معه ومع طول المرض نوع من العقد الصغيرة المزمنة وتسمى عقد وتكون بالكفين والقدمين وباقي غضاريف وعضلات الجسم وخاصة غضروف الأذن. ولفت إلى أن المرض نفسه له علاقة مباشرة بوظيفة الكلى لأنها هي المسؤولة عن طرد أو حجز الأملاح بالجسم بكل أنواعها، وينتشر مرض النقرس عند الرجال أكثر من السيدات، ويكون غالبا مرتبطا بزيادة الوزن والإفراط في الأكل. وبين أن النقرس يظهر في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في نسبة حامض البوليك والفضلات، وينتج حامض البوليك نتيجة التفكك (الانهيار) الطبيعي لخلايا الجسم، ويقوم الجسم بامتصاص حامض البوليك بشكل طبيعي في الدم، ومن خلال الدم يصل إلى الكلى ويخرج مع البول إلى خارج الجسم. وفي بعض الحالات لا تتم هذه العملية بشكل طبيعي وذلك بسبب أحد احتمالين هي قيام الجسم بإفراز نسبة كبيرة من حامض البوليك، ثانيا: أن يفرز الجسم النسبة الطبيعية من الحامض ولكن يتم التخلص من نسبة قليلة منه في البول، وفي كلتا الحالتين، يتركز حامض البوليك في جسم الإنسان ويصبح في شكل البلورات التي تترسب في المفاصل وتتسبب في وجود التهابات ينتج عنها تضخم في المفاصل. وألمح إلى أن مصادر حمض (اليوريك) تنقسم إلى مصادر خارجية عن طريق الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة (البيورين) مثل اللحوم والكبد والكلى والبنكرياس، ومصادر داخلية تنشأ عن التمثيل الغذائي (للبيورينات) الموجودة في أنوية الخلايا، وينتج عن تناول اللحوم حوالى 200 - 500 مللجم من حمض (اليوريك)، أما التمثيل الغذائي (للبيورينات) داخل الجسم فيعطي حوالى 300 - 600 مللجم تفرز في البول يوميا، والحد الأقصى لحمض (اليوريك) في مصل الدم هو 7 مللجم بالنسبة للرجال، و5 مللجم بالنسبة للنساء. وخلص إلى القول إن الجسم استطاع خلال الشهر الفضيل التخلص من السموم وإعادة التوازن لكثير من محتويات الجسم وبالتالي فإن المحافظة على الوزن الصحي بعد رمضان يجنب الكثير من الأمراض.