يعاني البعض ألما حادا في أصبع القدم الكبير وفي مفاصل القدم، وحرقة وحرارة في البول، ذلك مؤشر للإصابة بمرض النقرس الذي يشخصه اختصاصي الباطنية الدكتور عارف زرقية بأنه ناتج عن حدوث خلل في إفراز حمض اليوريك «اليوريك أسيد» من الجسم وذلك بسبب حدوث خلل في تمثيل البيورين نتيجة عدم مقدرة الجسم على تحويل البيورين إلى أي شكل آخر يسهل للجسم التخلص منه ما يؤدي إلى تجمع حمض اليوريك في الدم. ويضيف «تصاب به تلك الفئة من الناس التي تستهلك كمية كبيرة من الأغذية المحتوية على البيورين والغنية بالدهون، ويؤدي توضع البلورات الدقيقة في المفاصل والأنسجة المحيطة إلى حدوث داء النقرس، ويصاحب هذا المرض مجموعة من الأعراض الجانبية مثل: التهاب المفاصل وحصيات الكلى، ويعالج بالأدوية والمضادات الحيوية، إضافة إلى التقيد بحمية خاصة تكون قليلة البيورين، معتدلة البروتينات وقليلة الدهون». وعن المستوى الطبيعي لحامض اليوريك في الدم يوضح الدكتور زرقية «المستوى الطبيعي لحمض اليوريك في الدم بين ثلاثة إلى سبعة ميلجرامات من الديسيلتر الواحد، بينما الأشخاص المصابون بالنقرس يكون مستوى حمض اليوريك عندهم أكثر من سبعة ميلجرام / ديسيلتر، وقد تصل النسبة إلى 20 ميلجرام / ديسيلتر». وعما إذا كان للنقرس أنواع «توجد أنواع للمرض مثل النقرس الأولي ويشخص بفرط حمض اليوريك الناتج عن فرط في إنتاج حمض اليوريك وهو موجود في 10 % من الحالات أو نقص إطراحه وهو موجود في 90 % من الحالات ما يؤدي إلى احتمالية توضع بلورات اليورات في المفاصل والأنسجة تحت الجلد والكليتين، وهو يصيب الرجال أكثر من النساء، وهناك النقرس الثانوي وينتج كما في حالة النقرس الأولي عن نقص الإطراح الكلوي لحمض اليوريك أو فرط في إنتاجه، وكذلك النقرس الكاذب الذي يحدث عند تحرر بلورات الكالسيوم بيروفوسفات ديهيدرات المتوضعة في العظام والغضروف ضمن السائل الزليلي محدثة التهابا حادا، يمكن أن تتظاهر الإصابة على شكل التهاب مفصلي أو قليل التعدد مشابها للنقرس، إضافة إلى داء الأباتيت يمكن أن يحدث عن طريق التهاب حول المفصل أو التهاب الوتر خصوصا لدى المرضى المصابين بقصور كلوي مزمن وقد يحدث التهاب عارض في مفاصل قليلة». أسباب ووقاية وبالنسبة إلى العوامل المسببة للمرض «هناك عدة عوامل وأسباب تتسبب في إفراز الجسم كمية زائدة من حمض اليوريك والإصابة بمرض النقرس أهمها شرب الكحول، السمنة والوزن الزائد، قلة النشاط والحركة، الوراثة، عدم علاج ضغط الدم المرتفع، الحالات المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهنيات، التقدم في العمر والإفراط في تناول البروتينات والدهنيات». ويتابع «من الأغذية التي قد تفيد في علاج مرض النقرس والتخفيف من التهابات المفاصل عصير الليمون والأناناس والعنب والتفاح والخيار والكراث والفجل والكركديه والكرفس ومنقوع الجرجير ومنقوع الزنجبيل، وعلى الأشخاص المصابين بمرض النقرس تجنب تناول أغذية غنية بالبيورين مثل اللحوم وأعضاء الحيوانات كالكبد، الكلى، المخ، السردين، الأنشوجة، ويستحسن عدم تناول وجبات كبيرة ودسمة خاصة في ساعات متأخرة من الليل لمنع حصول الحصيات ومحاولة تقليل تناول الدهون إلى نحو 60 جراما باليوم لأنها تزيد من مستوى حمض اليوريك وتعوق إفرازه من خلال الكلى مع محاولة تقليل تناول أغذية غنية بالبروتينات بحيث لا تزيد كمية البروتين على 1 جرام / 1 كج من وزن الجسم في اليوم الواحد أي بمعدل 70-80 غراما باليوم». أغذية النقرس ويشير زرقية إلى أنه من الضروري زيادة كمية السوائل والماء المتناولة يوميا بحيث لا تقل عن ثلاثة لترات باليوم للمساعدة على التخلص من حمض اليوريك لوقاية الكلى من التلف ومنع الإصابة بالحصيات الكلوية، مع ضرورة المحافظة على الوزن المثالي للجسم، حيث إن السمنة يمكن أن تكون سببا من أسباب المرض، وتخفيض الوزن في حالة السمنة يساعد على تقليل مستوى حمض اليوريك في الدم مع ضرورة إنقاص الوزن بشكل تدريجي لأن إنقاص الوزن بسرعة يؤدي إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك، مع الإشارة إلى أن الاعتماد الطويل على النظام الغذائي الخاص بمرض النقرس قد يؤدي إلى نقص في كمية الحديد المتناولة، وأخيرا ضرورة الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية لأنها تزيد من مستوى حمض اليوريك. ويحدد الدكتور زرقية الأغذية المسموحة والممنوعة للمرضى المصابين بالمرض «هناك أغذية يسمح بتناولها مثل الحبوب عدا الحبوب الكاملة، الشاي والقهوة، الحليب والأجبان قليلة الدسم، بياض البيض، السكر والجلاتين، الخضراوات عدا الممنوعة والفواكه وعصائرها، وهناك أغذية يسمح تناولها بكميات قليلة مثل السمك، لحم الطيور والدجاج، الفول الجاف، الفاصوليا الجافة، العدس، الزهرة، السبانخ، البازيلا، المشروم، الاسبرجس، الطماطم والتوابل والبهارات والمخللات، أما الأغذية التي يمنع تناولها فتشمل: الكبد، الكلى، المخ، الأنشوجة، سمك الماكريل، السردين، الحليب كامل الدسم والكريمة، البيض المقلي والكحول».