أعرف الكويتيين جيدا.. لن تزيدهم حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق إلا تلاحما ووحدة، هكذا فعلت في الماضي كل الحوادث والأحداث التي استهدفت الوحدة الوطنية أو لعبت على أوتار الطائفية أو القبلية! في السعودية، لم يكن السنة أقرب إلى الشيعة منهم بعد استهداف مسجدي القديح والعنود، لقد استهدفوا الخاصرة الطائفية للمجتمع ظنا أنها الخاصرة الرخوة فزادوها صلابة! وعبر كل العصور وفي مختلف المجتمعات كان استهداف دور العبادة أقصر الطرق لإشعال الفتن، وكان ومازال الوعي بأهدافها هو مما يطفئ فتيلها ويخيب مسعى دعاتها، ونحن اليوم في المجتمعات الخليجية أكثر وعيا بالأهداف الحقيقية للإرهاب الطائفي، ولهذا برزت حالة اللحمة الوطنية في حوادث الدالوة والقديح والعنود، وتبرز اليوم في حادثة الكويت! والحقيقة أننا لا نملك سوى اللحمة الوطنية سلاحا لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية، والوقوف صفا واحدا خلف الدولة في مواجهة مرتكبيها والتصدي لعرابيها، لأن البديل الوحيد هو استنساخ الحالة العراقية، وهي حالة ثمنها باهظ جدا على الجميع والخسارة فيها مضاعفة! لقد خرج السعوديون بعد كل حادثة إرهابية استهدفتهم خلال العقدين الماضيين أكثر صلابة في مواجهة الإرهاب وأكثر إصرارا على التصدي له، وكذلك سيفعل الكويتيون، فالحاضر لنا والمستقبل لأولادنا، ولن نسمح لأحد باختطافهما! [email protected]