أتمنى أن تعود الولادات في المنازل إن لم يكن كلها فمعظمها. وكطبيب مارس مهنة التوليد سنين عديدة في مستشفيات ومنازل وفي طرقات، أقول ما أطيب وأريح أن تتم الولادة في المنزل على السرير الناعم والمحاط بالدفء والحنان.!. الولادة الطبيعية في المنزل لها العديد من الميزات، أقف عند بعضها هنا وللبقية من الميزات وقفات أخرى لاحقة بإذن الله. لا شك أن الولادة في المنزل أكثر إنسانية وبساطة وفيها الإتاحة للجسم أن يمارس ما أودعه الله فيه لمثل هذه المناسبات، وفيه حماية من بعض العدوى التي قد تنتقل في جو المستشفيات. وأهم من كل ذلك أقل عناء وتكلفة ومشقة. ومن هنا ولكوني طبيبا عمل في التوليد أقول لعل الولادة في المنزل تستعيد أيامها.!، وهذه ليست أمنيتي وتطلعي وحدي وإنما يشاركني فيها حديثا نخب من الأطباء العاملين في مهنة التوليد في دول متعددة في العالمين المتقدم والعالم النامي.. فقد نشر في (الميديا) آراء منها رأي طبيب فرنسي أبدأ به فقد أكد أنها السبيل الفضلى والأسرع والأسهل للوضع، ويصر طبيب التوليد الفرنسي ميشيل أودنت (الذي أنقل رأيه من الميديا)، ويقول إن أفضل موقف يعرفه للولادة السريعة والسهلة هو عدم وجود أي شخص حول الأم إلا (القابلة) التي تعتني (بالوضع) ومن يحيطها بالدفء والحنان. تحت شعار «الولادة الطبيعية بالمنزل آمنة» أطلقت مجموعة من القابلات في بريطانيا حملة ضد الاعتقاد السائد لدى الكثير من النساء حول مخاطر الولادة بالمنزل. ودعمت الحملة موقفها بدراسات أجرتها الكلية الملكية للولادة، حيث بررت أن الاعتقاد السائد نشأ وفقا للمتغيرات الحالية في أنماط الحياة الحديثة ولا صحة لاستناد أي دراسة على دلائل تثبت كون أي طريقة أفضل من الأخرى فالولادة عملية محفوفة بالمخاطر أيا كان نوعها. ويؤكد المختصون على أن عملية (الولادة في المنزل) بسيطة ولكننا نحتاج إلى الكثير من الوقت لكي نعيد اكتشاف ما هو «بسيط». وتقول الإحصائيات إن نسبة كبيرة من الولادات الطبيعية في المؤسسة الطبية تتعرض إلى عملية قيصرية، حيث تجرى عمليات قيصرية لنسبة من النساء في بعض المستشفيات الخاصة تتراوح بين 40 و 50% ، علما أن لوائح منظمة الصحة العالمية تنص على أن لا تزيد نسبة العمليات القيصرية في أية منطقة من العالم على نسبة 15%. كما أن هناك صيحات إعلامية ومن المهتمين بالعناية بالحوامل تطالب بالعودة للولادة في المنازل وأنا منهم. (ولأهمية الموضوع فإن للحديث بقية)..