مئات من كبار السن وأصحاب الظروف الخاصة يقطعون المسافات الطوال من المناطق الجبلية الحدودية إلى مقر الضمان الاجتماعي في جازان لصرف مستحقاتهم الشهرية.. يعبرون الطريق في أمان بلا توجس أو خوف برغم بعد المسافة. مؤكدين بذلك هدوء الأحوال واستقرار الأوضاع برغم الضربات الجوية الناجحة التي تسددها قوات عاصفة الحزم إلى معاقل المتمردين الحوثيين في اليمن الشقيق. طلعات جوية أحد هؤلاء اسمه غلفان بن حيان سحاري من سكان جبل سحار على الحدود السعودية اليمنية، قال: أشاهد بعيني مقاتلات تحالف عاصفة الحزم وهي تقوم بطلعاتها محلقة فوق الجبال لقصف مواقع الحوثيين والعودة سالمة ومع كل ذلك نعيش في تمام الأمن والاستقرار في قرانا ومساكننا الجبلية. وفي كل أسبوع نمضي إلى جازان لمراجعة الضمان الاجتماعي ومع طول مسافة الطريق لم نواجه أي متاعب فنحن مطمئنون ولله الحمد على يقظة رجال الأمن الذين يحرسوننا في كل وقت. ذهاب وعودة محمد العبدلي من جبال العبادل على الشريط الحدودي يقول إنه مع بداية العاصفة لم نشعر بأي قلق برغم أننا نسكن في قمم الجبال ونراجع الضمان الاجتماعي في جازان أسبوعيا وسط اطمئنان تام، نقطع مسافة تزيد على 80 كيلومترا ولم نلمس ما يعكر صفو حياتنا. ويتفق معه أحمد سلمان ودعاني من جبال سلا مؤكدا على هدوء الأحوال ولا يهدد صفو حياتهم أي شيء ونقضي حوائجنا ونعود إلى منازلنا في مواقع الجبال المرتفعة دون أي متاعب أو هواجس. كل أملاكنا وأبنائنا فداء للوطن الغالي. وعلى ذات السياق يقول المستفيد إبراهيم شاخري إنه يسكن في أحد الأودية أسفل الشريط الحدودي، وبرغم قرب منازل السكان من دولة اليمن الشقيق وسماعنا دوي القصف على الحوثيين إلا أن السكان يمارسون حياتهم بصورة طبيعية ويقطعون المسافات يوميا إلى جازان ثم العودة ظهرا بأمن وأمان. ويختم المواطن أحمد دوش ليقول: أسكن في قرية نائية تحت سفح جبل العبادل، ومنذ بدء الحرب وتواصل تلك الغارات على جماعات الحوثيين الباغية تسير أوضاعنا المعيشية والحياتية كما كانت من قبل وأسبوعيا نمضي إلى جازان لمراجعة الدوائر الحكومية وسط حالة أمنية هادئة وطبيعية.. كلنا نشعر بالأمن لأننا مدركون أن هناك عيونا يقظة لا تنام تتولى حراستنا وحمايتنا.