في الطريق إلى حصن الحماد، حيث استشهد ثلاثة من رجالات حرس الحدود كانت تسطع في ذاكرتي أسئلة عن بسالة الجنود المرابطين في الموقع، وكيف أنهم يحملون مسؤوليات كبيرة لمنع المتسللين من اجتياز الحدود وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن بين التضاريس الوعرة ظهرت المنطقة، حيث إن هذه بمثابة الزيارة الثانية ل«عكاظ» لمعقل الأبطال ومسرح الشهادة والذي استشهد فيه ثلاثة شهداء من أفراد حرس الحدود «حصن الحماد»، فشاهدنا العزيمة والقوة والصمود في وجوههم وحب الشهادة والضرب من حديد لمن تسول له نفسه الاعتداء على بلادنا ومقدساتنا. حيث أكد جنودنا البواسل على الحد الجنوبي وتحديدا في مركز حصن الجماد أنهم على خط النار وعلى الصف الأمامي يقفون صفا واحد ضد العدو، وأنهم يفتخرون باستشهاد زملاء لهم كانوا معهم بالأمس ويفتقدونهم الآن ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة، ومبينين أنهم سيحمون تراب وطننا حتى آخر رمق فيهم. وأضافوا أن استشهاد زملاء لنا لا يمنعنا من الصمود والعزيمة والقوة في وجه الأعداء الغادرين، وسنحمي وطننا وديننا ومقدساتنا بكل ما نملك، إننا من على هذا الحد نتسابق على الشهادة والذود عن تراب وطننا ومقدساتنا وسنكون بالمرصاد لمن أراد المساس بوطننا. وكان مدير عام حرس الحدود اللواء بحري عواد البلوي قد سبق «عكاظ» بزيارته لمركز حصن الحماد وتفقده المركز واطمأن على المصابين الذين رفضوا الخضوع لراحة بعد إصاباتهم الأربعاء الماضي، فوجه لهم رسالة أنه يفتخر بهم على روحهم العالية وعودتهم للدفاع عن الحد الجنوبي بكل قوة وعزيمة، مؤكدا في نفس الوقت أن ما حدث لا يمنع من حراسة الحدود من أي معتد غاشم، وأن حرس الحدود الدرع الأول لحماية حدود المملكة من الأعداء. فيما أوضح مدير إدارة عمليات حرس الحدود العميد حسين القحطاني عن استعداد حرس الحدود لمنع أي تسلل أو تهريب في الحد الجنوبي، وقال «ولله الحمد تجهيزاتنا عالية وآلياتنا قوية وأننا على أهبة الاستعداد في كل الأوقات، مبينا عن تفعيل الكاميرات الحرارية على الشريط الحدود بالكامل». وتابع أن زيارة مدير عام حرس الحدود تضمنت الوقوف على سير العمل في كافة المواقع والنقاط، ونقل للضباط والأفراد اعتزاز وتقدير خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد الذين يتابعون لحظة بلحظة أوضاع أبنائهم رجال حرس الحدود وكافة رجال الجيش، ويتلمسون احتياجاتهم ورفع معنوياتهم، موضحا أنهم وضعوا كافة المتطلبات اللازمة لمواجهة أي أعمال قد تستهدف أمن الوطن.