المتحدث باسم الحوثيين تحدث في لقاء مع إحدى المحطات الفضائية عما أسماه اعتداء السعودية، مستنكرا صمت الأممالمتحدة ومجلس الأمن عن هذا «الاعتداء»، وله أن يرى في دفاع المملكة عن الشرعية في اليمن ودرئها الخطر عن أمنها وعن استقرار المنطقة ما يراه، كما أن له أن يتجاهل ما كان يمارسه الحوثيون من رفض لدعوة المملكة للحوار ونبذ العنف، ويتجاهل كذلك قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن بتأكيد شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور ومناشدة الحوثيين بعدم الاستمرار في العنف ضد هذه الشرعية. للمتحدث باسم الحوثيين أن يتجاهل ذلك كله فيسمي الأشياء بغير أسمائها متعاميا عن أن عاصفة الحزم تعبير عن توافق عربي وإقليمي حظي بتأييد عالمي، وأن مجلس الأمن والأممالمتحدة تدرك أن العملية تنطلق من القواعد الثابتة التي تكرس الشرعية وتمنح الدول الحق الكامل في الدفاع عن نفسها ودرء أي خطر يهدد أمنها واستقرارها. غير أن هذا العماء السياسي لا يمكن له أن يفسر أو يبرر ما أضافه ذلك المتحدث حين طالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن بكل صفاقة بعدم التدخل يوم أن يتمكن الحوثيون من احتلال المملكة، ولم يكن حديثه ذاك مستفزا بقدر ما كان يعبر عن حقيقة ما كان يتستر عليه الحوثيون من أطماع كانت سياستهم تحاول أن تخفيه مرحليا عن العلن فأظهر الفزع من عاصفة الحزم تلك النوايا. ما قاله ذلك المتحدث ليس مجرد هذيان سياسي، وإنما هو التعبير الواضح عن حالة الاستكبار التي يستشعرها الحوثيون بعد أن كادوا يسيطرون على كافة محافظات اليمن مستعينين بقوات على عبدالله صالح والدعم المادي والمعنوي من قبل إيران. تصريح ذلك المتحدث، وهو التصريح المضحك المبكي في آن، يشكل إحدى الدعائم لشرعية ما تقوم به عاصفة الحزم ويكشف عن حجم ما كان يتمتع به الحوثيون من غرور قبل أن تردهم العاصفة إلى حجمهم الطبيعي.