توقع محللان سياسيان سعوديان أن يسفر اجتماع وزراء خارجية الخليج اليوم عن قرارات مفصلية فيما يتعلق بالموقف من الانقلاب الحوثي، لتجنب انزلاق اليمن إلى حرب أهلية. ورأى المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين، أن اليمن في عزلة تامة عن محيطه الجغرافي بعد الانقلاب الحوثي على المؤسسات الشرعية، ما سيتسبب في كارثة اقتصادية وإنسانية موازية للكارثتين السياسية والأمنية. وأفاد أن اجتماع الرياض اليوم وهو الثاني خلال شهر الذي يناقش الوضع في اليمن، ربما يتمخض عن موقف صارم وموحد، يسعى إلى العمل على إيجاد حلول تسهم في معالجة الأزمة؛ وحماية اليمن من التفكك. ولفت إلى أن التصريحات الأولية تشير إلى عدم رغبة دول المجلس في التدخل العسكري لحماية مصالحها، وهو قرار حكيم، إذ إن إنقاذ اليمن يفترض أن يكون من الداخل أولا؛ إضافة إلى الجهود الدولية، مفيدا أن أي تحرك خليجي لن يكون بعيدا عن الأممالمتحدة، إلا أن تلكؤ المبعوث الأممي قد يزيد من أمد الأزمة ويتيح الوقت الكافي للحوثين للسيطرة التامة على المدن اليمنية. وشدد على أن مواجهة ما يحدث في اليمن يفترض أن يكون من الشعب اليمني أولا؛ ثم الدعم القوي من دول الخليج؛ إضافة إلى قرارات صارمة من مجلس الأمن تمكن القوى الدولية من مواجهة الانقلاب الحوثي هناك. وقال البوعينين: إن على الدول الخليجية التفكير أولا في حماية حدودها؛ من أي تداعيات مستقبلية قد تحدث لأسباب مرتبطة بالحوثيين، ثم اتخاذ موقف موحد من الحوثيين، والعمل بقوة وسرعة من خلال المنظمة الدولية لإعادة الشرعية؛ وتجريم الانقلاب. من جانبها، أكدت الباحثة السياسية سكينة المشيخص، أن المواجهة الخارجية المباشرة خطر على اليمن لأن الوضع أشبه ببرميل متفجرات قابل للاشتعال، ومن ثم ينبغي السماح للعملية التفاعلية داخل اليمن أن تمضي إلى أن يبدأ الحوثيون ارتكاب الأخطاء بحق الإنسان والدولة، بعدها يتم التدخل الخارجي بدعم مجلس الأمن والأممالمتحدة. ورأت أن الحوثي من واقع أدائه الاستبدادي في بلد ثائر سيعمل على تآكل نفسه وفقدان الدعم الداخلي وبروز مقاومات تضعفه وتربكه، لذا يمكن الجزم أن اليمنيين يمكنهم حسم الفوضى الحوثية، وإن لم يحدث ذلك يتم الحسم من الخارج عبر الشرعية الدولية. ولفتت إلى ضرورة التعامل من خلال المنظمات الدولية للتضييق على الحوثيين، والعمل على تأمين الحدود ضد أي اختراقات محتملة.