أكد محللون سياسيون ل«عكاظ» بأن ما حدث في اليمن لم يكن مفاجئا خاصة بعد الصمت الدولي المريب والذي مهد للحوثيين للانقلاب على الشرعية وسيطرتهم على مقاليد الحكم. مطالبين بسرعة التحرك العربي لما يمثله ذلك من خطر على الامن الاستراتيجي للدول العربية. وهذا ما اكده المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين بأنه لم يكن مفاجئا التغير الدراماتيكي الذي حدث في اليمن وإصدار الحوثيين لما سمي ب «الإعلان الدستوري» «الذي قضى بحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني انتقالي ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء، فجميع التحركات السابقة كانت تشير إلى هيمنة حوثية على الحكم في اليمن؛ وفق تحركات استراتيجية دقيقة». وأشار إلى أن «الإعلان الحوثي» ما هو إلا انقلاب على الشرعية؛ وتحد سافر للقوانين الدولية؛ ضد رغبة الشعب اليمني الذي رفضه وبدأ بالخروج إلى الشارع؛ لمواجهة الحوثيين. مضيفاً بأن تحرك الشعب اليمني جاء متأخرا؛ وخجولا أيضا؛ وكأنهم لا يعرفون حجم الكارثة المتوقع حدوثها خلال الأيام القادمة. سيطرة الحوثيين تعني العزلة التامة لليمن عن محيطها؛ وهذا سيتسبب في كارثة إنسانية لا يعلم مداها إلا الله. وبين بأن مطالبة القبائل اليمنية لدول الخليج بالتدخل؛ جاءت متأخرة كثيرا؛ فجهود دول الخليج السابقة ووجهت بالصد من القبائل اليمنية في حينها؛ بل ان بعض سفراء الخليج تعرضوا لمضايقات حادة من الحركات الشعبية آنذاك. التطورات الحالية تؤكد بعد نظر دول الخليج التي جاهدت من أجل إخراج اليمن من محنته والأزمة القادمة التي لن تبقي ولا تذر؛ إلا أن ضيق الأفق لدى البعض قاد لمواجهة الكارثة. واوضح بأن سيطرة الحوثيين على اليمن لا يمكن التعامل معها بسهولة؛ طالما أنها تمتلك الأرض ومفاصل الدولة؛ وربما الغطاء السياسي المستتر من بعض القوى؛ لذا يفترض أن يكون التحرك من الداخل أولا؛ ومن خلال القبائل والأحزاب والجيش المعني بحماية الدولة والدستور. واستطرد البوعينين قائلا: ما لم تحل الأزمة اليمنية سريعا؛ ويتم قمع الحوثيين؛ فمن المتوقع أن تحل الكارثة بالشعب اليمني والتعويل على القوى الغربية لن يزيد المشكلة إلا تعقيدا؛ وإطالة لأمدها؛ وهذا ما يرجوه الحوثيون لترسيخ حكمهم وقبضتهم على اليمن التحرك السريع لمواجهة الانقلاب الحوثي هو الضامن بعد الله لتحقيق النتائج الإيجابية. ومن جهته استغرب الباحث الاستراتيجي الدكتور أحمد البرصان، الصمت المريب الذي حدث تجاه الأزمة اليمنية ولم يصدر أي بيان او تعليق رسمي من أي دولة غربية على تطورات الاحداث في اليمن. مشيرا إلى احتمالية وجود صفقة سرية مع ايران على تسهيل سيطرة الحوثيين على الوضع في اليمن وكأنه سيناريو ومخطط متفق عليه استكمالاً لما يحدث في المنطقة كما كان الحال في العراق وسوريا. مبيناً بأن اليمن على مر تاريخه لم يشهد أي نزاع طائفي من قبل ووجود الحوثيين ربما يخدم مصالح معينة. وأوضح بأنه يجب أن لا تترك الامور تسير حسب أهواء ومخططات الحوثيين وحلفائهم من داخل اليمن وخارجه، مما قد يشكل خطرا كبيرا على المنطقة، وذلك لما يتمتع به اليمن من موقع استراتيجي هام يشرف على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبه كثافة سكانية كبيرة. واعتبرت الباحث السياسية سكينة المشيخص، أن مستقبل اليمن يبدو مظلما لأنه يرتكز إلى عملية شمولية إقصائية لكل القوى التي كانت طرفا في الثورة، والإعلان الدستوري سمة مميزة لأي حالة انقلابية، وقالت: إن الحوثيين عمدوا إلى إذكاء النيران وتأججيها وهم يعتقدون أنهم بذلك يحققون الاستقرار، فيما الوضع أبعد ما يكون عن ذلك، أما الصمت الدولي فلن يطول لأن المستقبل الذي يصنعه الحوثيون غير مجد سياسيا أو اجتماعيا، وسيتجه باليمن كمهدد للأمن والسلم الدوليين ما يتطلب التدخل والمعالجة. وأضافت أن الحريق الذي يصنعه الحوثيون لن يقف عند حدود اليمن وسوف يؤثر في منطقتنا بتداعياته لأنهم أظهروا قدرة فائقة على إنتاج الفوضى، وهو أمر يضر بمصالح جميع الدول خاصة أن اليمن في أهم الممرات البحرية العالمية، ما ينعكس سلبا على كثير من الدول.