رغم أن مركاز العمدة يعد منتدى مفتوحا لحل مشكلات الأحياء، إلا أنه في تبوك فإن العمدة بلا مركاز وإن كان عمد الأحياء في محيط مناطقهم يلعبون دورا أساسيا ورئيسيا في مناقشة هموم وتطلعات الأهالي. وفي جولة في أحياء تبوك الجنوبية أكد عمدتها غازي عميد العطوي أن الكثير من الناس قد لا يعرف عن دور العمدة غير إنجاز أوراق التعريف فقط وهذا خطأ، مشيرا إلى أن مركاز العمدة أحد المظاهر التي يحرص عليها كل عمدة في محلته وذلك للالتقاء بسكان الحي وتنفيذ أعمالهم وتحقيق مصالحهم في جو أسري روحاني حميم ولكن في تبوك لم يؤمن لنا المقر فنحن نطالب منذ 7 سنوات مضت بضرورة توفير مقر ثابت للعمدة ولكن لا حياة لمن تنادي. ويضيف عمدة حي المروج بتبوك جزاع محفوظ أبو شامة ان عدم وجود مقر للعمدة يعيقنا عن تقديم العديد من الخدمات لساكني الأحياء في تبوك وإن كانت مكاتب العمد في مراكز الشرط إلا أن بعض المواطنين يحجم عن الذهاب إلى العمدة وبالتالي يجد المواطن صعوبة في الالتقاء بالعمدة وهذا ما يجعلنا في نظر البعض مدعاة للسخرية ولهذا نطالب بوجود مقرات ثابتة لعمد أحياء تبوك حتى نستطيع التواصل مع المواطنين ونقدم لهم الخدمات المطلوبة بكل يسر وسهولة. في حين يؤكد عمدة حي النهضة أحمد علي الغنامي أن دور العمدة يرتبط بمهام اجتماعية وإنسانية وأمنية وأن كل عمدة حي لديه قاعدة بيانات لكافة شرائح المجتمع الساكنين في الأحياء ويتم التعامل معها من خلال المهمات التي يقدمها عمد الأحياء. ويشير الغنامي إلى أن عمد الأحياء في تبوك يعانون من غياب الدعم الإداري والمالي وعدم وجود دورات تأهيلية وتدريبية للعمد وكذلك عدم توفر وسائل نقل واتصال كما أن العمدة لا يملك بطاقة عمل تثبت أنه عمدة الحي وبالتالي ندخل في إحراجات كبيرة عندما نقوم بإحضار مطلوب وإن كانت هناك صلاحيات للعمد ولكنها غير مفعلة على الإطلاق. ويقول عمر الفاخري إن العمدة يعتبر مستشارا بالنسبة للمواطنين القاطنين في الحي حتى في مشكلاتهم الخاصة وبذلك يكسب مودتهم واحترامهم وهناك أحياء للعمد فيها دور مهم وملحوظ بعكس أحياء أخرى يجد المواطن فيها مشقة للوصول إلى العمدة. ويعتبر الباحث الاجتماعي بتبوك الدكتور يحيى العطوي أن نظام العمد عرف أكثر في المنطقة الغربية أكثر من غيرها وتفاعل معه المجتمع بشكل كبير ولا يزال للعمدة مكانته في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية قبل وصولها للجهات المعنية والمحاكم وقلما تجد سكان حي لا يعرفون موقع عمدة الحي الذي يعد مرجعا هاما لمجتمع الحي برمته سواء البسطاء أو الوجهاء ولكن تبوك بحاجة إلى تفعيل دور العمد ومنحهم مقرا ثابتا ودعمهم حتى يقوموا بخدمة ساكني الأحياء. وأضاف العطوي: أصبح دور العمدة اجتماعيا بشكل أكبر باعتباره حلقة وصل بين المواطن والجهات الحكومية. يذكر أن منصب العمدة يعتمد الآن على التعيين بعد وضع مفاضلة واشتراطات بعينها فوفد إلى هذه المهنة مجموعات كبيرة من الشباب المتطلع إلى القيام بأدوار في الأحياء التي يقيمون فيها وكثير منهم يحمل شهادات جامعية تبرز الدور الهام للعمدة كما أن العديد من المواطنين في الحي ينظرون إلى العمدة كواحد منهم.