اشتهرت مكةالمكرمة خلال شهر رمضان بأجواء روحانية خاصة لا تخفى عن زائرها وساكنها، ومن مظاهر هذا الشهر الكريم مركاز العمدة. حيث لا يزال عمد الأحياء في محيط مناطقهم يلعبون دورًا أساسًا ورئيسًا في مناقشة هموم وتطلعات الأهالي. وفي جولة خاصة في شوارع مكة ومحيط المنطقة المركزية تحديدًا نجد مركاز العمدة هيزع العبدلي عمدة شعب عامر الذى قال إن الكثير من الناس قد لا يعرف عن دور العمدة غير إنجاز أوراق التعريف فقط وهذا خطأ، مشيرًا إلى أن مركاز العمدة أحد المظاهر التي يحرص عليها كل عمدة في محلته وذلك للالتقاء بسكان الحي وتنفيذ أعمالهم وتحقيق مصالحهم في جو أسري روحاني حميم. وأضاف هيزع أن مركاز العمدة قائم على مدار العام ولكن في شهر رمضان يكون له نكهته الخاصة نظرًا لروحانية المكان وعبق الزمان وهنا تكثر اللقاءات والاستمتاع بالحوارات والاستفادة من المجالس التي يكثر فيها الذكر والتحدث عن هموم الأهالي. ويقول المواطن خالد الشريف إن العمدة يعتبر مستشارًا بالنسبة للمواطنين القاطنين في الحي حتى في مشكلاتهم الخاصة وبذلك يكسب مودتهم واحترامهم وهناك أحياء للعمد فيها دور مهم وملحوظ بعكس أحياء أخرى يجد المواطن فيها مشقة للوصول إلى العمدة. ويعتبر الباحث الاجتماعي إبراهيم السلمي أن نظام العمد عرف أكثر في المنطقة الغربية أكثر من غيرها وتفاعل معه المجتمع بشكل كبير ولا يزال للعمدة مكانته في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية قبل وصولها للجهات المعنية والمحاكم وقلما تجد سكان حي لا يعرفون موقع عمدة الحي الذي يعد مرجعا هاما لمجتمع الحي برمته سواء البسطاء أو الوجهاء. وأضاف السلمي أن هناك مفاضلة في اختيار العمد وفق أسس منها أن يكون من سكان المنطقة منذ سنوات ونشأ فيها وأن يكون حاصلا على شهادة بعينها وأمور أكثر تعطي أهمية يستحقها العمدة في تسيير أعمال قاطني الحي. وأصبح دورالعمدة اجتماعيا بشكل أكبر باعتباره حلقة وصل بين المواطن والجهات الحكومية. الجدير ذكره أن منصب العمده يعتمد الآن على التعيين بعد وضع مفاضلة واشتراطات بعينها فوفد إلى هذه المهنة مجموعات كبيرة من الشباب المتطلع إلى القيام بأدوار في الأحياء التي يقيمون فيها وكثير منهم يحمل شهادات جامعية تبرز الدور الهام للعمدة كما أن العديد من المواطنين في الحي ينظرون إلى العمدة كواحد منهم وبهم، حيث لا يتميز عنهم بزي معين إلا أن البعض من عمد وأحياء مكة يفضل لبس العمة الخاصة بالعمودية ذات اللون الأصفر وأن كانت ليست شرطًا ولكن البعض يحبذها.