ما إن يقترب موعد الاختبارات الفصلية في مراحل التعليم المختلفة، حتى تنتشر رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشتمل على مقاطع فيديو ساخرة ونكات وصور كاريكاتيرية ساخرة في أوساط الطلبة والطالبات، تبث الرعب في نفوسهم، ما ينعكس سلبا على همتهم للاستذكار ومراجعة الدروس. وبينت مارية (طالبة المرحلة الثانوية) أنها تشعر بإحباط شديد وثقل في الإقبال على المذاكرة أيام الاختبارات عندما تقرأ رسائل السخرية بوقت الاختبارات والطلاب والرسومات أو مقاطع الفيديو، وتقول بأنها رسائل موسمية أصبحت لا تغيب عن موعد الاختبارات وقربها، مشيرة إلى أن الهدف منها واضح ومحقق على نفسيتها، وهو إشعارهم بأنهم في حالة مزرية تستوجب السخرية والاستهزاء، وبأن فترة الامتحانات فترة مشقة وعذاب. وذكر الطالب الجامعي خالد مشهور أن رسائل مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا المنقولة عبر الواتساب، تشعره بالضيق، وأنه مقيد في خروجه، وتحد من حريته بسبب المذاكرة للاختبارات، ويرى بأنها ذات تأثير نفسي سلبي، خصوصا على طلاب المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية. وعلقت المستشارة الأسرية فاطمة المارديني أن هذه الرسائل والفيديوهات أسهمت في تحويل الاختبارات إلى هاجس لكل طالب بمجرد ذكر كلمة اختبار لدى الكثيرين من الطلاب، لافتة إلى أنهم وصلوا لمراحل تعليمية عليا، وما زالوا يشعرون بالخوف والتوتر من الاختبارات، معتبرة تلك الرسائل من وسائل الترهيب والمليئة بالأفكار السلبية الموجهة للطلاب تلقن البعض الإهمال واللا مبالاة، وهي عامل إعاقة للاستيعاب الجيد وردة فعل انفعالية للهروب من جو المذاكرة. ورأت أن الاختبار محك لتقييم مهارة الطالب في معرفة واستيعاب المواد التي تعلمها، فهي ليست قضية حياة أو موت أو دليل إدانة للحكم على الطالب بأنه فشل، بل عليه أن لا يكترث لتلك الأفكار، وأن يكون على استعداد نفسي جيد ويستعين بالله، وأن لا يكترث بترهيب الآخرين، بل يدعم نفسه إيجابيا باستشعار أهمية المذاكرة في تحقيق الأهداف المستقبلية، وعليه أن ينتبه من الحيل الدفاعية أو غير الشعورية أثناء المذاكرة كالرغبة في النوم وأحلام اليقظة أو زيارة الآخرين. وأشارت إلى أن الكثير من الطلبة تظهر لديهم العديد من المواهب في فترة الاختبارات، وينشأ ذلك بسبب الشعور بالضغط النفسي الناشئ عن صعوبة المذاكرة أو الهروب من تحمل المسؤولية وكثر التذمر، ما يجعله يرسل رسائل سلبية إلى الدماغ ويعطي إشارات للتوجيه، فتحقيق الأهداف يحتاج إلى صبر وتحمل لتكون النهاية سعيدة. إلى ذلك، أفادت الخبيرة التربوية هتون مطاوع بأنها لا تستغرب من بعض أبنائنا بعض التصرفات العفوية أو التلقائية التي تكون نتاج ضغوطات الأهالي أو ضغوطات الدراسة المضنية التي تستمر لساعات متواصلة بدون أخذ قسط من الراحة، ولكن لا تأخذ هذه الأسباب كمبررات للتصرفات المبالغ فيها، مشددة على أهمية احتواء أبنائنا وتوجيه سلوكياتهم بدلا من نشر تلك التصرفات وأخذها كمادة لغرض التسلية، وتشعرهم أن هذه الفترة لتقييم مجهودهم الذي قدموه على مدار الفصل وليست فترة رعب. وألمحت مطاوع إلى أن هذه الرسائل لا تمثل الواقع، بل هي مبالغة؛ لأن النظام الجديد للتعليم لا يجعل الاختبارات هي الوسيلة الوحيدة لتقييم الطالب والطالبة، بل هي جزء من عملية التقييم التي تمتد على مدار الفصل، وتحوي أنماطا مختلفة من التقويم، والبعض يبث هذه الرسائل على سبيل الفكاهة، مع أنها ذات معنى غير تربوي إطلاقا وغير مضحكة أبدا. وأوضح رئيس قسم النشاط بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز الغامدي أن تلك الرسائل سلبية على أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات الذين يحتاجون في هذه الفترة لرسائل إيجابية تدعمهم نفسيا وتبث الثقة في نفوسهم.