أحدث فيلم المقابلة (The Interview) الذي أنتجته شركة سوني بيكتشرز للإنتاج السينمائي Sony Pictures Entertainment الذي تدور أحداثه حول قصة خيالية كوميدية لاغتيال رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلى خلق أزمة سياسية على مستوى عالٍ بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية، فمنذ أن أعلنت سوني بيكتشرز عزمها على عرض الفيلم، أعربت كوريا الشمالية عن انزعاجها وعدم رضاها عن عرض الفيلم وأعلنت عن بدء الحرب الإلكترونية، بعدها تعرضت شركة سوني إلى قرصنة إلكترونية نتج عنها تسريب خمسة أفلام لم تعرض بعد على الإنترنت، بالإضافة إلى اختراق البريد الإلكتروني الخاص بالشركة وتسريب معلومات حساسة، ما اعتبر أسوأ وأضخم هجوم إلكتروني تتعرض له شركة أمريكية واحدة في وقتنا الحالي، والذي سوف يكبد الشركة خسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات، مما أجبر شركة سوني إلى تأجيل عرض الفيلم. ولقد أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بأنه عثر على أدلة لها علاقة بعملية الاختراق تدين كوريا الشمالية، وأن العملية التي تمت خارج كوريا تم تنفيذها بطلب ومعرفة من كوريا، أما موقف كوريا الشمالية، والتي تملك واحدة من أفضل الوحدات الموجودة في العالم الخاصة بالهجمات الإلكترونية، من هذا الأمر فقد نفت بأن تكون لها علاقة بالهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شركة سوني. تلاها تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن أمريكا سوف ترد بالشكل المناسب وفي المكان والزمان الذي تراه، وقد طلبت أمريكا من كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية مساعدتها لمعرفة منبع الهجمات الإلكترونية والوقوف ضدها كمجتمع دولي. انقطعت اتصالات الإنترنت لمدة يومين على التوالي عن كوريا الشمالية لمدة تتجاوز التسع ساعات، والذي تسبب في شلل تام، ما أثار تكهنات تعرضها إلى هجوم إلكتروني أمريكي، ولم يتم تأكيد سبب انقطاع الإنترنت، وهل ستستمر هذه الهجمات بين الطرفين أم تتوقف؟ خصوصا بعدما أعلنت شركة سوني عزمها عرض الفيلم في بعض دور السينما في أمريكا خلال عيد رأس السنة. هل أحد يستطيع التنبؤ بما سوف يحدث؟ كل الاحتمالات واردة في عالم القراصنة، حيث تم خلال الشهرين الماضيين اختراق أنظمة الطقس الأمريكية، وتشير الاتهامات إلى ضلوع قراصنة صينيين بذلك، كما كشفت جمعية (كاسبر سكاي) الأمريكية بأنه منذ شهر يناير 2014 حتى تاريخه حدثت أكثر من 70 ألف قرصنة، بالإضافة إلى أكثر من 8 ملايين هجوم على المواقع خلال الأربعة الأشهر الأخيرة، وأن معظمها يقوم به صينيون، وتأتي كل من روسيا وكازاخستان على قائمة الدول الأكثر تعرضا للهجمات الإلكترونية، وتعرضت كوريا الجنوبية في العام الماضي إلى هجمات إلكترونية طالت أكثر من 48 ألف جهاز ومصارف. تعددت أهداف قراصنة الحاسب الآلي الهاكرز Hackers، ولم تقتصر على الدخول أو الوصول إلى المعلومات السرية، بل أحيانا إلى تدمير المواقع، وهذا هو الخطر القادم الذي سوف يهدد أغلب الدول، وأصبحت المعارك الإلكترونية لا تقل فتكا عن المعارك العسكرية. هذه الحادثة التي هزت العالم، فتحت الضوء الأخضر أمام عالم القراصنة لاستغلال هذه التقنية في تهديد بعض الدول والشركات التي لا تملك القدرة على الرد أو الدفاع عن نفسها، خصوصا أنه حتى الآن لا تزال كل المحاولات المعمول بها لمنع مثل هذه الهجمات غير كافية. لقد أصبح اليوم أمامنا تحديات كبيرة جدا تتطلب وقوف الجميع يدا واحدة على مستوى الأسرة والمدرسة وجميع القطاعات الحكومية والخاصة للتحذير من الدخول في عالم القراصنة وتوضيح العقوبات المترتبة على ذلك، وما قد يتسبب في خلق أزمة بين دولتنا ودول أخرى، بالإضافة إلى استغلال بعض المقيمين على أرض الوطن لإطلاق هجمات الإلكترونية قد تتسبب في ردة فعل من دولة أخرى إلى تدمير أجهزة في إحدى الشركات أو الأجهزة الحكومية. أحببت مشاركتكم، إخواني وأخواتي القراء الأفاضل، تفاصيل وأحداث هذه القصة حسب ما تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة؛ بهدف معرفة الدروس والاستفادة منها والحذر من الانخراط خلف قراصنة الإرهاب الإلكتروني والوقوع في مصائدهم. هل نحن أمام حرب صامتة بين دول؟ أم نحن أمام حرب الإلكترونية يتفنن فيها الهاكرز؟ أم نحن أمام قراصنة مستأجرين من قبل دول؟ أسئلة كثيرة في الخيال ولكن من يملك الجواب.