(بيروت) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أن نظام بشار الأسد يمكن أن يتهاوى إن توقف الدعم الإيراني له والأوضاع الميدانية ستدفع النظام الأسدي لاتخاذ خطوات باتجاه التسوية السياسية على ضوء الخسائر التي يتكبدها في عدد من المناطق السورية. وقال عبدالرحمن في حوار أجرته «عكاظ»: إن مهمة المبعوث الأممي لسوريا ديمستورا لن تنجح بخاصة أن كل الدول الغربية ومنها بريطانيا التي أعلنت دعمها للخطة اشترطت أن تكون شاملة لكل سوريا وليس حلب فقط. وفيما يلي نص الحوار: النظام اليوم تهاوى، كيف ترى وضع النظام ميدانيا في الأيام المقبلة؟ في الواقع أن النظام يمكن أن يتهاوى بدون الدعم الإيراني، ولو أرادت إيران أن يتهاوى النظام سريعا لفعلت قبل هذا الوقت، هي معركة توازن قوى الأرض. اليوم جبهة النصرة بات لها تواجد قوي، وتنظيم «داعش» يتقدم وتحت سيطرته أكثر من محافظة، الفصائل الإسلامية موزعة على بعض المحافظات، أضف إلى ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وهذا التمدد لكل الفصائل المذكورة، سيدفع بالنظام السوري في الأيام المقبلة خاصة في حال خسر مجددا منطقة من مناطق نفوذه، إلى القبول بحل سياسي إن كان عبر جنيف أو غيره من المفاوضات، خاصة أن تنامي هذه الفصائل والتنظيمات يهدف أغلبها لإثبات الوجود. كيف تنظر إلى مهمة ديمستورا وخطة حلب؟ لا أعتقد أنها ستنجح بخاصة أن كل الدول الغربية ومنها بريطانيا التي أعلنت دعمها للخطة اشترطت أن تكون شاملة لكل سوريا. مطار دير الزور ما زال يشهد سجالا عسكريا، كيف تقرأ ما يحصل؟ الاشتباكات مشتعلة ولم تتوقف فالطرفان سيقاتلان حتى الرمق الأخير، ولكل منهما أسبابه، فالنظام السوري يستميت في قتاله من أجل البقاء وهي استراتيجيته المتبعة في أكثر من منطقة منذ بدء الحرب السورية، وتنظيم «داعش» سيقاتل من أجل تحقيق الانتصارات والتقدم من أجل رفع معنويات جمهوره ومؤيديه. المعركة لم تنته بعد فتنظيم «داعش» انسحب من جبل دير الزور بسبب قصف النظام العنيف وانسحب من المواقع الصاروخية لأن المنطقة كانت مكشوفة أمام النظام. في حال سقوط مطار دير الزور بيد تنظيم «داعش»، ماذا يعني؟ هذا يعني أن تنظيم «داعش» بات يسيطر على محافظة جديدة في سوريا، تضاف إلى مناطق نفوذه، فالمنطقة التي تصبح تحت سيطرته لن يستعيدها النظام، وسقوط مطار دير الزور يعني أيضا أن النظام بدأ يتهاوى وينكفئ أمام أي مواجهة ل«داعش»، وتعني أيضا خسارة معنوية للنظام أمام جمهوره خاصة أن من يقود هذه المعركة في دير الزور يعتبر من أهم قيادات النظام العسكرية والحرس الجمهوري، وهو من محافظة السويداء ويدعى العميد عصام زهر الدين، أضف إلى ذلك أن قوات النظام تواجه وحدها التنظيم في دير الزور بحيث لم تسجل أي مشاركة لاي ميليشيا حزبية ممن ساندوه في مناطق أخرى، فإيران قبل هذا الوقت منعت مرارا من سقوط مطار دير الزور. وهل هذا يعني أن إيران ساهمت في سقوط دير الزور؟ ليس بالمعنى الصحيح، فالموقف الإيراني لم يتغير تجاه النظام، لأن الأهداف الإيرانية واضحة، أضف إلى ذلك أن الملف السوري بالنسبة للإيرانيين ما زال ورقة رابحة في التفاوض، لكن ما يحدث ميدانيا أن الإيرانيين لا يمكنهم التواجد في كل معارك النظام إن كان عبر الحرس الثوري أو عبر حزب الله أو اي فصيل مذهبي ممن يدعمون النظام. إيران تدعم النظام في بعض المناطق التي ما زالت تعتبر الحصن بالنسبة لبقاء النظام وهي دمشق وحمص وحماه والسويدية وطرطوس، ولكن الحقيقة إن رفعت إيران يدها عن النظام تهاوى في حينها. هل صحيح أن «داعش» يسعى للسيطرة على مطار دير الزور من أجل تأمين انسحابه من كوباني؟ نعم هذه المعلومات صحيحة، وأول من تحدث بها هو المرصد السوري لحقوق الإنسان، ف«داعش» وضعه حرج في كوباني وخسائره البشرية كبيرة وواضحة، ومحاولاته إسقاط دير الزور هي من أجل رفع معنويات مقاتليه ومؤيديه، فالخسارة في مكان يجب أن تعوض ربحا في مكان آخر، ف«داعش» فشل بمواجهة الوحدات الكردية بحيث أثبتت الأخيرة أنها تقاتل بشراسة بوجهه، لذلك عمد «داعش» إلى التخفيف من وقع خسارته بكوباني أمام العالم وأمام مقاتليه بتحقيق انتصار مدوي في جبهة جديدة من أجل إثبات الوجود.