لا يلبث أن ينسى أهالي المنطقة الحوادث المؤلمة التي شهدها تقاطع المليليح على طريق المدينةالمنورة، إلا ويقع حادث آخر يعيد إلى الأذهان مآسي قتل المعلمات على الطرق يوما بعد يوم، وآخرها الحادث الذي وقع قبل أيام ونتج عنه وفاة إحدى المعلمات وإصابة خمسة أخريات. وطفت مرة أخرى على السطح مطالبات الأهالي بتصحيح وضع التقاطع الذي اعتبروه مصيدة للمعلمات والمعلمين في طريقهم اليومي إلى مدارسهم في القرى المنتشرة على الطريق الدولي الذي يربط كذلك المدينةالمنورة بمحافظتي خيبر والعلا حيث تتكرر هذه الحوادث المأساوية كل عام ويذهب ضحية هذا الطريق الكثير من مرتاديه. سيف الجهني أحد سكان قرية المليح يقول إن التقاطع أصبح مصيدة للمعلمين والمعلمات وكثير من الحوادث وقعت على التقاطع، وسبق أن تمت مخاطبة وزارة النقل بحل مشكلة الطريق، حيث إن التقاطع يربط القرية بطريق خيبر وطريق العلا لذلك يجب إنشاء جسر ومدخل لوقف هذا النزيف المستمر، مؤكدا أن انتشار الحيوانات السائبة على الطريق الذي يخلو من الأسيجة يعد أحد الأسباب التي ترفع نسبة الحوادث بشكل كبير. ويناشد عباس محمد الصالحي وزارة النقل بازدواج الطريق وإنشاء جسور متقاطعة لإنهاء هذه الحوادث التي يروح ضحيتها كثير من المعلمين والمعلمات، خاصة أن المليليح يضم 37 قرية ويزيد عدد سكانها على 10 آلاف نسمة، ما يزيد كثافة الحركة المرورية على الطريق، متمنيا عمل إحصائية لمعرفة عدد الأرواح التي ذهبت ضحية هذا الطريق والتقاطع، وقال: يجب خلال المرحلة القادمة وضع سياج آمن على الطريق في ظل ارتفاع نسبة الحوادث وأن تقوم الأمانة بنقل الحيوانات السائبة إلى موقع بعيد عن القرية، وأكد على أهمية استحداث مركز للهلال الأحمر في المنطقة، نظرا لارتفاع نسبة الحوادث، إذ يتأخر وصول الهلال الأحمر نظرا لبعد المسافة التي تصل إلى 50 كلم بين أقرب مركز للهلال الأحمر والمنطقة، لافتا إلى أن المنطقة تعد مركزا استراتيجيا على الخط الدولي الذي يشهد حركة كثيفة في موسم الحج والعمرة، ولافتا أيضا إلى أن العديد من إصابات حوادث السيارات ظلت لساعات طويلة على الطريق في انتظار وصول الهلال الأحمر، مبينا محدودية إمكانات مستوصف المليليح الذي لا يستفاد منه سوى في تقديم المسكنات، كما أن طبيبا غير متخصص في إصابات الحوادث لا يكفي في تقديم المساعدة المطلوبة لمصابي الحوادث، مؤكدا أن وضع المركز الصحي سيئ وفي حالة يرثى لها، فالأسرة قديمة وغرفة الاستقبال صغيرة ومهملة ومستوى النظافة متدن إلى حد بعيد، ناهيك عن أن المستوصف يغلق أبوابه عند الثامنة، مناشدا الجهات المعنية بتوفير طبيب مناوب وسائق إسعاف على مدار الساعة لنقل الحالات الطارئة إلى مستشفيات المدينةالمنورة. إلى ذلك، يؤكد الناطق الإعلامي، ومدير الأمن والسلامة، العقيد عمر بن حماد النزاوي، أن المرور بصدد تشكيل لجنة لدراسة أسباب الحوادث على تقاطع الدولي لطريق المليليح، وفي حالة التأكد من أن الحيوانات السائبة هي سبب الحوادث فسيتم مخاطبة وزارة النقل لإنشاء سياج بشكل عاجل لمنع وصولها إلى الطريق. في المقابل، أوضح ل«عكاظ» مدير فرع وزارة النقل بمنطقة المدينةالمنورة المهندس زهير كاتب أنه تم اعتماد جملة من المشاريع للطرق في المدينة تضمنت تنفيذ طريق المدينةالمنورة / العلا / تبوك السريع (المرحلة الثالثة) بتكلفة (300) مليون، لافتا إلى أن الوزارة قامت بعدد من الإجراءات للحد من حوادث المعلمات وفرضت غرامة مالية قدرها 5000 ريال، على كل سائق لا يملك التصريح، وإلزامه بالتوقيع على تعهد للحصول على التصريح في أسرع وقت، وفي حال لم يلتزم يمنع من قبل الجهات الأمنية من مزاولة المهنة، وعمل الفرق الميدانية يبدأ من الخامسة فجرا، لمتابعة وسائل نقل المعلمات، ملمحا أن وزارة النقل طالبت إدارات التربية والتعليم منع منسوبات المدارس في المحافظات والقرى من التعاقد مع أي متعهد لنقل المعلمات ما لم يكن لديه تصريح من قبل الإدارة العامة للطرق والنقل لمزاولة هذا النشاط، وذلك للحفاظ على سلامتهن ومنع تعرضهن للحوادث المرورية.