طريق موحش إلى درجة الرهبة، يشعر سالكه بالخوف والوحدة، خاصة أوقات الليل، إذ تحول العديد من المسافرين من الطريق الرابط بين المدينةالمنورة - العلا - تبوك ومن ثم خيبر إلى الطريق الآخر مرورا بقرية المليليح، حيث شهد اسفلته ضحايا المعلمات اللائي أسلمن أرواحهن في حوادث مروعة كانت أبطالها الجمال السائبة التي تعبر الطريق في قطعان بلا رقيب. ورصدت عدسة «عكاظ» مدى خطورة الطريق على مرتاديه، خاصة عند قدوم الليل، فالسيارات شحيحة جدا باستثناء سيارات أهالي القرى التي تقع على نفس الطريق، بالإضافة إلى انتشار الجمال بطريقة تدعو للتدخل العاجل لوقف هذه الظاهرة المتنامية، كما يمتلئ الطريق بالمنحنيات الخطرة، وتنعدم فيه اللوحات الإرشادية على مفارق بعض الطرق، ناهيك عن غياب المحطات أو الاستراحات على الطريق، فيما يضطر الأهالي إلى التزود بالوقود في محافظة العلا عند المغادرة إلى المدينةالمنورة. يقول ناصر العنزي (أحد مرتادي الطريق): نحدد الاتجاهات في هذا الطريق بالخبرة، فلا لوحات إرشادية أو تحذيرية، حيث تم تحديد الاتجاه إلى المدينةالمنورة مرورا في خيبر التي تبعد عن المدينةالمنورة (180) كم، وهو خط مزدوج ما زال به كثير من الإصلاحات رغم أن أجزاء كثيرة من الطريق تم الانتهاء منها، ولكن لاحظنا كثرة التحويلات على الطريق التي تشكل خطورة على السائقين، خاصة أن الطريق يمثل حلقة مهمة للكثير من سكان المحافظات والقرى وكذلك للمعلمين والمعلمات الذين يعملون في المدارس التى تقع شمال المدينةالمنورة، بالإضافة إلى أن الطريق يمثل الخط الرئيسي الذي يربط المدينةالمنورة بمدينة تبوك. عبدالله الرشيدي (أحد سكان قرية الصلصلة 160 كلم عن المدينةالمنورة) يؤكد انخفاض نسبة الحوادث بعد ازدواج أغلب أجزاء الطريق، مستدركا أن الطريق ما زال يشكل خطرا على المسافرين في ظل وجود التحويلات على طول الطريق وكذلك هناك كثير من السائقين من أهالي القرى للأسف يعكسون الطريق للبحث عن مخارج لهم للعبور الى المسار الآخر. فيما يشكو عدد كبير من أهالي قرية المليليح (50 كلم عن المدينةالمنورة) من التحويلات الموجودة على مسار الطريق والجمال والحمير السائبة التي تهدد حياة عابري الطريق، حيث قال فالح الجهني: للأسف كثير من الحوادث التي وقعت على طريق تقاطع المليليح - المدينةالمنورة المؤدي إلى مدينة العلا، مناشدا الجهات المعنية بوضع حد لنزيف الدماء، خاصة أن السائبة تنتشر على الطريق بشكل كبير وتعد أحد الأسباب الرئيسية، خاصة ان الطريق مسلك رئيسي لكثير من معلمات المدينةالمنورة وكثيرا ما ذهبن ضحية هذا الطريق. من جانبه أوضح ل«عكاظ» مدير شعبة الأمن والسلامة والناطق الإعلامي في مرور المدينةالمنورة العقيد عمر بن حماد النزاوي أن هناك حوادث كثيرة وقعت على طريق المدينةالمنورة - تبوك - العلا وننتظر إنجاز الطريق الجديد للحد من هذه الحوادث، مبينا أن سلامة المركبة يكون لها دور كبير في حماية مرتادي الطريق، لافتا إلى أن الكثير من الحوادث وقعت بسبب عدم التزام السائقين بالسرعات المحددة وعدم توفر عوامل الأمن والسلامة في المركبة.