تتواصل معاناة سكان قرية المليليح التابعة لمنطقة المدينةالمنورة من الحوادث اليومية، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لإيجاد حلول سريعة لمشكلة الجمال السائبة التى تتسبب في وقوع أربعة حوادث مرورية خلال الأيام الأربعة الماضية وإنشاء مركز للهلال الأحمر. يقول سيف الجهنى، أحد أبناء القرية، يشهد التقاطع الرئيسي للقرية أمام مبنى الإمارة ومدارس البنات حوادث شبه يومية، بسبب الحيوانات السائبة وقد طالبنا بإيجاد حلول لها، لافتا إلى أن طريق القرية يختصر مسافة كبيرة للمغادرين على الطريق الدولي، ما يجعلها همزة وصل بين قرى ومحافظات شمال المنطقة، ما أكسبها تميزا جغرافيا وزاد من كثافتها السكانية، إضافة لرغبة أهالي المدينةالمنورة في العودة إلى القرية خاصة بعد توفر خدمات الكهرباء والمياه فيها، هربا من ارتفاع أسعار العقارات هناك. يوضح عباس محمد الصالحي، من سكان القرية، أن المليليح يضم 37 قرية، ويبلغ عدد السكان عشرة آلاف نسمة، ما يؤكد حاجة المنطقة الماسة إلى الكثير من الخدمات الأساسية التي تغيب عن المركز، مطالبا بازدواج الطريق ووضع سياج آمن على الطريق في ظل ارتفاع نسبة الحوادث وأن تقوم الأمانة بنقل الحمير إلى موقع بعيد عن القرية، وقد سبق أن قام الأهالي بحملة لنقل الحمير السائبة من القرية عبر سيارات كبيرة، إلا أن أعدادها كبيرة، فضلا عن مطالبتهم باستحداث مركز للهلال الأحمر في المنطقة، نظرا لارتفاع نسبة الحوادث، إذ يتأخر وصول الهلال الأحمر نظرا لبعد المسافة التي تصل إلى 50 كلم بين أقرب مركز للهلال الأحمر والمنطقة، لافتا إلى أن المنطقة تعد مركزا استراتيجيا على الخط الدولي الذي يشهد حركة كثيفة في موسم الحج والعمرة، ولافتا أيضا إلى أن العديد من إصابات حوادث السيارات ظلت لساعات طويلة على الطريق في انتظار وصول الهلال الأحمر، مبينا محدودية إمكانات مستوصف المليليح الذي لا يستفاد منه سوى في تقديم المسكنات، كما أن طبيبا غير متخصص في إصابات الحوادث لا يكفي في تقديم المساعدة المطلوبة لمصابي الحوادث، مؤكدا أن وضع المركز الصحي سيئ وفي حالة يرثى لها، فالأسرة قديمة وغرفة الاستقبال صغيرة ومهملة ومستوى النظافة متدن إلى حد بعيد، ناهيك عن المستوصف يغلق أبوابه عند الثامنة، مناشدا الجهات المعنية بتوفير طبيب مناوب وسائق إسعاف على مدار الساعة لنقل الحالات الطارئة إلى مستشفيات المدينةالمنورة. ومن جهته، يوضح عبدالعزيز العروي، أن المنطقة بحاجة إلى بعض المرافق الحكومية، مثل أمن الطرق والدفاع المدني وإدارة للمرور، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتشار الحمير على الطريق ما يشكل خطرا حقيقيا على مرتادي الطريق، حيث وقعت العديد من الحوادث خلال الفترة السابقة، راح ضحيتها الكثير من الأرواح، مطالبا بنقل مزارع الدواجن من القرية إذ تنبعث رائحتها الكريهة خلال الليل، وتشكل خطرا على البيئة، ما يتطلب نقل هذه المزارع بعيدا عن النطاق العمرانية بالقرية. إلى ذلك يؤكد الناطق الإعلامي، ومدير الأمن والسلامة، العقيد عمر النزواي، أن المرور بصدد تشكيل لجنة لدراسة أسباب الحوادث على تقاطع الدولي لطريق المليليح، وفي حالة التأكد أن أسباب الحوادث من الحيوانات السائبة سيتم مخاطبة وزارة النقل لإنشاء سياج يمنع وصولها إلى الطريق، فيما يؤكد مدير المنطقة سعود بن محمد المورعي، أن مركز المليليح مدرج ضمن خطط الهلال الأحمر لاستحداث مركز في القرية في المرحلة القادمة. وحول تأخر سيارات الهلال الأحمر في الوصول ومباشرة الحوادث، أوضح أن أقرب مركز للهلال الأحمر في مركز اللحن، يبعد عن المنطقة بحوالي 30 كلم.