يحلم سكان قرية المليليح (50 كلم عن المدينةالمنورة) بالكثير من الخدمات التي تنقص قريتهم، خاصة بعد أن تحول مفرق الطريق إلى مسرح للحوادث على التقاطع الرئيسي للقرية إثر انتشار الحمير السائبة التي أقلقت مضاجع المسافرين والسكان والتي دائما ما تكون قريبة من طريق الخط الدولي. عدد من الأهالي تحدثوا ل«عكاظ» لافتين أن طريق القرية يختصر مسافة كبيرة للمغادرين على الطريق الدولي ما يجعلها همزة وصل إلى قرى ومحافظات شمال المنطقة، ما أكسبها تميزا جغرافيا وزاد من كثافتها السكانية، بالإضافة إلى رغبة أهالي المدينة في العودة إلى القرية خاصة بعد توفر خدمات الكهرباء والمياه، هربا من ارتفاع أسعار العقارات في المدينةالمنورة، ويوضح المواطن مبارك سليمان الصيادي أن المليليح يضم 37 قرية، ويبلغ عدد السكان عشرة آلاف نسمة، ما يؤكد حاجة المنطقة الماسة إلى الكثير من الخدمات الأساسية التي تغيب عن المركز، بالإضافة إلى انتشار الحمير على الطريق والتي تتسبب في حوادث مرورية مؤلمة، مطالبا البلدية بنقلها إلى مناطق برية بعيدة عن الطريق الدولي. ويرى سيف الجهني -أحد سكان المليليح- أن القرية بحاجة ماسة إلى عدد من الخدمات يأتي في أولوياتها استحداث مركز للهلال الأحمر في المنطقة نظرا لارتفاع نسبة الحوادث، إذ يتأخر وصول الهلال الأحمر نظرا لبعد المسافة التي تصل إلى 50 كلم بين أقرب مركز للهلال الأحمر والمنطقة، لافتا أن المنطقة تعد مركزا استراتيجيا على الخط الدولي الذي يشهد حركة كثيفة في موسم الحج والعمرة، مشيرا إلى أن العديد من إصابات حوادث السيارات ظلت لساعات طويلة على الطريق في انتظار وصول الهلال الأحمر، مبينا محدودية إمكانيات مستوصف المليليح الذي لا يستفاد منه سوى بتقديم المسكنات، كما أن طبيبا واحدا غير متخصص في إصابات الحوادث دائمة الوقوع على الطريق لا يمكنه أن يقدم أي مساعدة، مؤكدا أن وضع المركز الصحي سيئ وفي حالة يرثى لها فالأسرة قديمة وغرفة الاستقبال صغيرة ومهملة ومستوى النظافة متدن إلى حد بعيد، ناهيك عن إغلاق المستوصف أبوابه عند الثامنة، مناشدا الجهات المعنية بتوفير طبيب مناوب وسائق إسعاف على مدار الساعة لنقل الحالات الطارئة إلى مستشفيات المدينةالمنورة. يشاطره الرأي حمدي ضويعن الجهني، مبينا أن المنطقة تحتاج إلى بعض المرافق الحكومية، مثل أمن الطرق والدفاع المدني وادارة للمرور، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتشار الحمير على الطريق ما يشكل خطرا حقيقيا على مرتادي الطريق، حيث وقعت العديد من الحوادث خلال الفترة السابقة راح ضحيتها الكثير من الأرواح. أما نشمي العروي فأبان أن انتشار مزارع الدواجن في القرية يقلق مضاجع السكان، إذ تنبعث رائحتها الكريهة خلال الليل، ما يتطلب إزالة ونقل هذه المزارع بعيدا عن المناطق العمرانية بالقرية، حيث إنها تشكل خطرا على البيئة. وفي سياق متصل يوضح كل من عبدالله الصيادي وفالح العروي أن عددا كبيرا من سائقي الشاحنات يفضلون السير على طريق المليليح العلا للابتعاد عن الميزان نظرا للحمولة الزائدة، خاصة أن الطريق يختصر المسافة بين المدينةالمنورة ومنطقة تبوك ونتمنى إنشاء مركز أمني لأمن الطرق على الطريق لمتابعة بعض ضعاف النفوس، وبين أن أهالي القرية سبق أن تقدموا بالعديد من المطالبات لإنشاء مركز للهلال الأحمر، لكن للأسف لم يكن هناك تجاوب ونتمنى تجاوب ادارة الهلال الأحمر في تأمين سيارة إسعاف بجوار مركز الدفاع المدني الحالي لمباشرة الحوادث عند وقوعها حتى اعتماد المركز. من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير المنطقة سعود بن محمد المورعي أن مركز المليليح مدرج ضمن خطط الهلال الأحمر لاستحداث مركز في القرية في المرحلة القادمة، وحول تأخر سيارات الهلال الأحمر في الوصول ومباشرة الحوادث أكد أن أقرب مركز للهلال الأحمر يبعد 30 كلم عن المنطقة في مركز اللحن.