حذر مختصون، أولياء الأمور من إغلاق منافذ التواصل الاجتماعي امام الابناء، لكنهم شددوا على أن هذه المراقبة الدقيقة والصحية لمنع أي تجاوز في استخدام هذه الوسائل التقنية، واعتبروها مثل الكأس، تستخدم في الفائدة، وإن أسيء استخدامها يمكن أن تمتلئ ب«الخمر»، مؤكدين أن الكثير من التربويين باتوا يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع الطلاب. ويرى أحمد الشعيبي وكيل مدرسة بجدة أن لوسائل التواصل الحديثة آثارا إيجابية وأخرى سلبية ومن ايجابياتها أنها تنمي الملكات العقلية والفكرية لدى الطالب وتشبع لديه حب الاستطلاع من خلال البرامج الثقافية، بالإضافة إلى أنها تستثير الخيال الواسع له وتفتح أمامه آفاقاً رحبة تنقله خارج حدود البيت والشارع والمدرسة، وتزوده بالخبرات والمهارات التي تدفعه إلى اتباع العادات المثالية في كافة مناحي سلوكه اليومي والدراسي. أما آثار وسائل التواصل السلبية على الطلاب فتبرز في قتل وقتهم وتبعدهم عمن حولهم وقد تؤدي إلى الشرود الذهني، واضطراب نظام حياتهم اليومية. ويقول المعلم بخميس مشيط خازم سعد فلاح إن التواصل يكون مفيدا جدا إذا عرفنا كيف نحسن استغلاله، وهو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس عن طريق المواقع الفاسدة، التي لا تجدي فتيلا، وبشيء من المتابعة والتوجيه والإرشاد والتوضيح، يمكن أن نستفيد من خيرات هذه الوسيلة، ونحفظ أبناءنا من شرورها والتي تؤدي إلى إهمال العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والأصدقاء، إضافة لتجاهل الدراسة وانخفاض المستوى الدراسي وزيادة معدلات الغياب من المدرسة. واعتبر الخبير التربوي علي سعيد العمري معلم الصفوف الأولية بالنموذجية الثالثة بجدة وسائل التواصل سلاحا ذا حدين يمكن استخدامه في ما يعود بالنفع ونشر المعرفة وزيادة التواصل بين الجميع ويمكن ان تستخدم في امور هدامه ذات آثار سلبية وبالذات على الطلاب وصغار السن، مبينا أن من سلبياتها عبر الواتس وتويتر وغيرها يصعب على ولي الامر المراقبة وليس عليها ضوابط، كما انها اخذت حيزا كبيرا من وقت واهتمام ابنائنا الطلاب. وأعرب محمد صالح الشهري ولي أمر عن مخاوفه بسبب تنامي ظاهرة استذكار الدروس أمام جهاز الكمبيوتر، مؤكدا أن المعلم المبدع يستطيع تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين علاقة نموذجية مع الطلاب، بحيث ينشئ «قروب الواتس اب» على سبيل المثال لطلاب فصله ومن ثم يتواصل معهم عبر اعطائهم الواجبات وتصحيحها، مضيفا أن انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي منح الطلاب جوانب ايجابية ولكن غياب الرقابة الأسرية وضعف البرامج التوعية داخل البيئة المدرسية كفيل بتحويل هذه التقنية من مفيدة للطالب إلى داء خطير قد يؤثر على سلوكه وفكره وتحصيله العلمي. وأكد حسن السالمي مدير التوجيه والإرشاد بتعليم جدة أن الإعلام الجديد حتما له تأثيره الإيجابي وكذلك السلبي وقد يمتد لأكبر مما يقدم في حجرة الصف، أو داخل أسوار المدرسة، مبينا أن المدرسة ممثلة في المرشد الطلابي تقوم بتقديم برامج وقائية وإرشادية مثل البرامج الوقائية والتي تعتبر خط الدفاع الأول لحماية أبنائنا الطلاب من أية مشكلات أو ظواهر سلبية أو سلوكية ناتجة عن سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة أو غيرها والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر واليوتوب والانستغرام والواتس في تعزيز البرامج التربوية والتعليمية التي تقدمها المدارس في مختلف مراحلها، إضافة إلى الاستفادة منها في تعزيز اللحمة الوطنية لدى الطلاب لترسيخ الهدف التربوي الهام في نفوس طلابنا وهو الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن.