اتهم رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير حسن منيمة، النظام السوري وحلفاءه في لبنان بعرقلة نزع سلاح المخيمات الفلسطينية، إلا أنه قال ل «عكاظ»، إنه لا وجود لمنظمات إرهابية في مخيم عين الحلوة أو غيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأفاد أن المملكة قدمت 50 مليون دولار لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، الذي ما زال ينتظر أن تحذو الدول المانحة حذوها. واضاف أن الفلسطينيين ليس لديهم مصلحة في اشعال أمن المخيمات او الوقوف كطرف في وجه الدولة اللبنانية في معركتها ضد الارهاب. هل وضعت الهبة السعودية إعادة اعمار نهر البارد على الطريق الصحيح ؟ المملكة قدمت عند انطلاق عملية إعمار نهر البارد هبة اولية بقيمة 35 مليون دولار، فضلا عن هبات أخرى تم تأمينها من دول غربية، إلا أنها مجتمعة لم تمكننا من اعمار سوى نصف المخيم، ولاستكمال عملية الاعمار توجب علينا مبلغا اضافيا بقيمة 180 مليون دولار، فما كان من رئيس الحكومة تمام سلام إلا أن وجه رسالة مباشرة الى خادم الحرمين الشريفين ورؤساء العالم العربي، فكان الملك عبدالله سباقا بالتجاوب وقدمت المملكة مبلغا جديدا بقيمة 15 مليون دولار، وبذلك تكون المملكة ساهمت بمبلغ 50 مليون دولار في إعادة الاعمار. ما هي الرسالة التي تقدم للشعب الفلسطيني من خلال اعادة اعمار المخيم؟ الرسالة الاولى من المملكة، بأنها كانت وستكون دائما الى جانب الشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمخاطر المشروع الايراني والاحتراب في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، ورغم انعكاسات هذه الصراعات على دول المنطقة، نجد المملكة تهب دائما لنجدة اي انسان عربي يناديها، واثبتت انها تعمل من اجل مصلحة الانسان العربي، وعلى الرغم من ان النزوح السوري تبوأ اهتمامات دول العالم مؤخرا، الا ان المملكة وجدت ان الشعب الفلسطيني وقضيته ستبقى ابرز قضايا الامة العربية. اما رسالتنا كدولة لبنانية فهي عبر ايجاد نموذج جديد للاجئ الفلسطيني من اجل عيش كريم في دولة اللجوء تحت سلطة الدولة اللبنانية. لبنان يعيش حالة حرب مع الارهاب، كيف يمكن تحييد المخيمات عن هذه المواجهة؟ نجاحنا في اعمار نهر البارد واعادة اللاجئين الفلسطينيين اليه ستكون خطوتنا الاولى في تحييد المخيمات الفلسطينية، فرؤيتنا من خلال نهر البارد هي توفير الحد الادنى من الاوضاع السكنية والاجتماعية لحياة افضل، بحيث ينتقل اللاجئ من الحالة الرثة التي كان يعيشها الى حالة تتوفر فيها الشروط الصحية والسليمة للعيش، كما سيتم انشاء الاسواق الداخلية وسيكون المخيم تحت سلطة الدولة، ولن يكون هناك سلاح بداخله غير سلاح الدولة، وسيصبح نهر البارد نموذجا لحسن تعاطي الدولة مع الفلسطينيين، وعلى اللاجئ المحافظة بدوره على هذه المكتسبات الجديدة وشروط الاقامة بالمخيم. كل هذه الوسائل ان توفرت للاجئ من شأنها أن تضيع الفرص على اصحاب الدعاوى التي تغرر بالشباب وتستقطبهم وتجرهم الى متاهات وبؤر الارهاب. ما حقيقة وجود منظمات ارهابية في المخيمات خاصة عين الحلوة؟ لا توجد منظمات ارهابية بمعناها الحقيقي لا في عين الحلوة ولا في غيره من المخيمات، فإن وجد عدد من الأفراد هنا او هناك يمارسون افعالا مخلة بالأمن او أعمالا إرهابية في بعض الاحيان، فهذا لا يعني انها تنظيمات، وهذه المجموعات او الافراد موجودة في عدة مناطق لبنانية، والقوى الفلسطينية المسؤولة عن امن المخيمات ملتزمة امام الدولة اللبنانية ضبط الوضع بشكل كامل لأنه لا مصلحة لأحد بإعادة تجربة نهر البارد. ونحن لسنا متخوفين من اوضاع المخيمات، إذ أن القوى الفلسطينية ضد خروج المخيمات او اخراجها الى واجهة اي عمل ارهابي، وستبقى محيدة للحؤول دون حدوث اي صدام بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية. كيف تقيمون التنسيق بين الحكومة والسلطة الفلسطينية حول وضع المخيمات؟ التنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية عبر سفارتها في لبنان، فهي الجهة الرسمية التي نتعاون معها في كافة المجالات، ونلقى دعما كبيرا من السلطة لكل قراراتنا، والكل يعلم من وقف بوجه تنفيذ بنود مؤتمر الحوار الوطني، الذي أقر في المرحلة الاولى سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إلا ان هذا القرار منع من التنفيذ والجهة معروفة ومدعومة من النظام السوري. كيف تنظرون إلى منطقة قوسايا التي تضم فصيلا فلسطينيا؟ استغرب من الذين يطالبون بفرض هيبة الدولة اللبنانية في بعض المناطق ولا يقبلون بوجودها في مناطق اخرى، الكل يعرف من هو هذا الفصيل المتواجد في منطقة قوسايا وان سلاحه هو سلاح مخابراتي يجول ويصول في المناطق والشوارع، ولكننا لا بد ان نعمل باتجاه الحد منها، لأنها تشكل خطرا يمكن أن يشعل المنطقة خاصة أنها غير خاضعة للسلطة الفلسطينية ولا للقوى الفلسطينية المخولة بأمن المخيمات، وليس من مصلحة الفلسطينيين الدخول كطرف في وجه الدولة اللبنانية.