لا تكاد سرادق العزاء تنتهي في ضحايا طريق بيشة العلاية حتى تتجدد مرة أخرى، بينما تغص المستشفيات والبيوت بالمرضى والمعاقين بسبب حوادثه، حتى أصبح العابرون خلاله على وجل من مخاطر هذا الشريان ذي المسار الواحد؛ نظرا لما يخلفه من مآسي تدمي القلوب. وتؤكد إحصائية رسمية حصلت عليها «عكاظ» كارثية هذا الطريق، حيث كشف مدير شعبة مرور محافظة بيشة المقدم مفلح الدرعاني أن الحوادث المرورية على طريق بيشة العلاية من تاريخ 28/12/1434ه إلى 7/10/1435 بلغت 47 حادثا نجم عنها 17 وفاة و30 إصابة، أما فيما يخص الحوادث البسيطة فتباشر من قبل مركزي الشرطة بالثنية وتبالة. وأكد عدد من مستخدمي الطريق ومنهم محمد بن عطيان الأكلبي أن جميع الطرق من وإلى محافظة بيشة تحمل الكثير من المآسي والأحداث المحزنة، فلا يكاد يخلو بيت من بيوت أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها من ذكريات حزينة سببها هذه الطرق أما بفقد قريب أو إصابة مقعده أو خسارة في الأموال، وذلك بسبب ضيق الطريق وسوء الخدمات المقدمة عليه. وطريق بيشة العلاية من أهم الطرق بالمنطقة فهو يربط بين منطقة عسير والباحة، ويقع عليه حوادث بل كوارث راح ضحيتها الكثير من الأنفس ومنذ عشرات السنين وهو يفتك بالأرواح وهناك مطالبات من الأهالي بتوسعته بحيث يكون مزدوجا وتوفير مركز للهلال الأحمر عليه ولكن دون جدوى. وأضافوا أن المطالبات بتوسعة الطريق هناك حثيثة بشأنها ونأمل أن تعتمد، أما مركز الهلال الأحمر فيتعللون بأنه لا يوجد ميزانية، ولكن نناشد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر بافتتاح مركز هلال أحمر لخدمة الطريق وسكان غرب بيشة، وكل ما نتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذا الطريق والمحافظة على أرواح الناس. وأضاف عايض علوش ومحمد سعد الأكلبي نناشد المسؤولين بتحقيق حلم أبناء المحافظة بيشة وبلقرن بازدواج هذا الطريق الذي أصبح يزرع الرعب في قلوب سالكيه ونسمع في كل يوم من المآسي المروعة على هذا الطريق ما تشيب له الرؤوس وأملنا في الله كبير، لإنهاء تلك المعاناة خاصة أن الطريق أصبح قديما وطبقة الأسفلت متهالكة في عدة مواقع إضافة إلى المنحنيات والتقاطعات التي تؤدي بالأرواح مثل تقاطع شركة الكهرباء الخطر جدا، وقد أودى بالعديد من الضحايا نظرا لكثافة حركة شاحنات الوقود لتغذية شركة الكهرباء مما يسبب الحوادث الشنيعة ولا بد من اتخاذ حلول عاجلة تبعد الشاحنات عن مزاحمة الطريق السريع. وبين سالم عايض الأكلبي أن مما يشق على ضحايا طريق بيشة العلاية أنه عند تعرضهم لحوادث المرور لا يجدون تدخلا سريعا لإنقاذهم بل يبقون يصارعون الموت والآلام حتى حضور الإسعاف من محافظة بيشة أو يتعرضون إلى الإسعاف الخاطئ من قبل الناس العاديين مما قد يعرضهم لعاهات مستديمة. «عكاظ» وضعت المطالبات بازدواج طريق بيشة العلاية على طاولة مدير إدارة الطرق بمحافظة بيشة المهندس مبارك ناصر المطوع، الذي أفاد أنه تم اعتماد دراسة وتصميم ازدواج طريق بيشة سبت العلاية خلال ميزانية هذا العام.