تكثفت الجهود الدولية للانضمام للاستراتيجية الأمريكية لمحاربة التنظيم الإرهابي «داعش» في العراق وسوريا، فأكثر من 40 دولة تشارك بطريقة أو بأخرى في التنسيق الدولي لمحاربة هذا التنظيم، سواء بمشاركة مباشرة في الضربات الجوية أو بالتنسيق في مختلف المجالات سواء الديبلوماسي أو المعلوماتي أو المساعدة العسكرية ومكافحة تجنيد الإرهابيين وشبكات التمويل الدولية التي تقدم إعانتها للتنظيم الإرهابي في الشرق الأوسط. وترى العديد من الدول الغربية في استراتيجية أمريكا «الخيار» الذي لا مناص منه في ظل الانتشار المطرد للجماعات الإرهابية، ففرنسا أصبحت تدق ناقوس خطر تنظيم داعش على مواطنيها، خاصة بعد اكتشاف خلايا تجنيد وتمويل الإرهابيين مع تنظيم داعش على ترابها. ففي أواخر شهر أغسطس، أعلنت فرنسا على لسان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن باريس ستستضيف منتصف شهر سبتمبر مؤتمرا دوليا حول الوضع في العراق والحرب ضد داعش. المؤتمر الذي سينعقد اليوم وسيفتتح من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد المعصوم، يجمع الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يشتركون في هدف محاربة الإرهاب وبمشاركة العديد من الدول مثل أمريكا وروسيا ودول الخليج والدول الأوروبية والجزائر والمغرب وتونس. يأتي هذا المؤتمر في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي أثناء قمة الناتو أن فرنسا مستعدة للقيام بعمليات ميدانية لضرب مواقع داعش. إلا أن الرئيس الفرنسي لم يعلن بشكل مفصل عن الاستراتيجية التي ستعتمدها فرنسا. ولم يعط الرئيس الفرنسي أية تفاصيل حول الإجراءات التي اعتمدتها فرنسا ولا الوسائل التي ستستعملها واكتفى بالقول أن فرنسا ستتخذ القرارات في الوقت المناسب ولا يمكن الإفصاح عن أية تفاصيل في الوقت الحالي، ولا سيما في ما يتعلق بحاملات الطائرات إلا بعد انعقاد المؤتمر الدولي حول العراق حيث سيتم الإعلان عن كل التفاصيل التي ستناقش في المؤتمر الدولي حول الأمن والسلم في العراق. من جهته، أشار وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى أنه خلال هذا المؤتمر سيتقرر كل العمليات الديبلوماسية والعسكرية التي ستتخذ من قبل بعض الحكومات وفي مقدمتها فرنسا. وبينما تجري التحضيرات الديبلوماسية لإنجاح هذا المنتدى الدولي، يشتد الجدل حول المشاركة الإيرانية من عدمها في حين يرى فابيوس أن إيران مرحب بها في المنتدى الدولي حول السلم والأمن في العراق بشرط أن تلتزم بالقرارات الدولية وأن تحترم تلك القرارات بعيدا عن مصالحها الخاصة. وفي ندوة صحفية لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن دائرته تعمل بشكل مكثف لإنجاح المؤتمر الدولي حول السلم والأمن في العراق وذلك بالتنسيق مع السلطات العراقية وكل الشركاء الفاعلين في منطقة الشرق الأوسط. وأكد لوران فابيوس في ذات السياق، على هامش لقائه بالصحافة الدولية أن المؤتمر سيجمع الشركاء الدوليين والإقليميين الذين سينخرطون في تحقيق نشر السلم والأمن في العراق ومحاربة الإرهاب بما في ذلك توحيد الاستراتيجيات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وهي إشارة منه لضرورة التنسيق مع كل الأطراف الدولية المعنية ويقصد أمريكا.