بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حرب طويلة الأمد على تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش»، دعت فرنسا على لسان رئيسها فرنسوا هولاند ووزير خارجيتها لوران فابيوس لعقد مؤتمر دولي حول العراق ومواجهة «داعش». الدعوة الفرنسية تعتبر موقفاً متقدماً بعد صمت طويل تجاه تنظيم البغدادي وجرائمه، لكن تصريحات الوزير الفرنسي، التي طالب فيها بتحرك دول المنطقة كافة ومن ضمنها إيران، إضافة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، معاً ضد مسلحي «داعش» تحمل أكثر من مغزى. فالوزير الفرنسي يريد أن تشارك إيران، وهي الجهة المتهمة بدعم التنظيمات الإرهابية – ومن ضمنها تنظيم القاعدة – في مواجهة الإرهاب، إلى جانب الدول التي تكافح الإرهاب بالفعل وتعاني من آثاره، كما أنه ورغم عدم إشارة الوزير الفرنسي إلى نظام الأسد بالاسم، لكنه بالضرورة مشمول في الدعوة طالما أن الوزير استخدم تعبير (دول المنطقة كافة). ويحمل تصريح فابيوس تحولاً في الموقف الفرنسي من الصراع السوري، حيث يعطي دوراً للأسد في مواجهة الإرهاب، كما أنه يقر ضمناً بالدور الذي تلعبه إيران من خلال حرسها الثوري والميليشيات التابعة لها، بالإضافة لحزب الله اللبناني في العراقوسوريا. الرئيس هولاند رغم موقفه المتشدد تجاه نظام الأسد يبدو أنه كان لا بد له أن يتجرع الخيار الصعب أو الرهيب كما سماه. قال هولاند «إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية بالغة الخطورة فيما يجري في سوريا، ولو تحرك العالم قبل عامين لإرساء عملية انتقالية لما وجد تنظيم «داعش»، ولو كان رد فعل القوى الكبرى قبل عام في مستوى استخدام الأسلحة الكيميائية، لما كنا إزاء خيار رهيب بين ديكتاتور ومجموعة إرهابية، في الوقت الذي يستحق فيه المتمردون (ثوار سوريا) دعمنا الكامل». تصريح هولاند يحمل أيضاً وضمنياً اتهاماً للرئيس أوباما، الذي أنقذ الأسد من العقاب إثر استخدامه الكيماوي وحمّله المسؤولية عن هذا الخيار الرهيب!