أكد رؤساء حكومات ووزراء حاليون وسابقون مصريون، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر أمس، تدشن شراكة مصيرية بين البلدين تسمح بانضمام دول عربية أخرى إليها. وقالوا ل«عكاظ»، إن هذه الشراكة تؤسس لمرحلة جديدة تتوفر فيها ولها عوامل تثبيت وإعادة بناء أسس الاستقرار رغم التحديات الجسيمة والقلاقل الخطرة التي تواجهها المنطقة. وأكدوا أن التفاهم المشترك القائم على التنسيق المستمر بين المملكة ومصر، كفيل بالوصول إلى تصورات إيجابية وواقعية للتعامل مع هذه التحديات، وعبروا عن الترحيب الواسع من قبل المصريين بالملك عبدالله، وعدوا الزيارة دعما إضافيا جديدا لمصر، مشيرين إلى أنها أول زيارة لزعيم كبير بعد تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا. واستذكروا المواقف الصلبة والشجاعة وغير المسبوقة للمملكة وخادم الحرمين، الداعمة لمصر في أحلك الظروف واللحظات. العمل لصالح المنطقة قال رئيس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي، إن هذه الزيارة تنم عن مدى ما يحمله خادم الحرمين الشريفين لمصر قيادة وشعبا، مدللا على ذلك بوقفاته الكريمة والشجاعة وانحيازه لإرادة الشعب بل والوقوف بثقله وتوفير كل أشكال الدعم لها. وتوقع تعاونا كبيرا ومثمرا بين المملكة ومصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنه لن يقتصر على العلاقات الثنائية بل سيمتد ليشمل ما يمس القضايا الاستراتيجية في المنطقة. استقرار وأمن العرب وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يحيى الجمل، أن أرض الكنانة شرفت بخادم الحرمين، ونزل إليها سهلا تستقبله مشاعر الود والحب من جموع المصريين، وأنهم لا يمكن أن ينسوا مواقفه الكريمة التي لا تعد ولا تحصى في السراء والضراء. واعتبر أن هذه الزيارة تؤسس لعلاقات وتعاون كبير حيال جميع القضايا التي تخص المنطقة العربية في إطار سعي البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار. زيارة مهمة في ظروف حرجة ورأى وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها مصر، وتعكس مدى الدعم والمساندة القوية التي تقدمها المملكة قيادة وشعبا لمصر. وقال: إن زيارة الملك عبدالله في هذا التوقيت أمر له دلالته، لما للمملكة من قيمة وأهمية كبيرة في المنطقة وعلى المستوى العالمي، كما أنها تعطي رسالة للجميع بوقوف المملكة مع مصر حتى تتجاوز محنتها، وهذا ما عهدناه دائما من خادم الحرمين الشريفين، من خلال حرصه الشديد على لم الشمل العربي والإسلامي والعمل على إعادة الأمة الإسلامية والعربية لمكانتها اللائقة. واعتبر جمعة، أن لقاء خادم الحرمين الشريفين، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة للجميع بمزيد من الشرعية لإرادة واختيار الشعب المصري وتقديم المزيد من الدعم والمساندة لمصر، والتأكيد على وقوف المملكة في خندق واحد بجانب مصر في حربها ضد الإرهاب. دعم الاقتصاد المصري وأفاد وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، أنه لم يتفاجأ بزيارة الملك عبدالله للقاهرة، وأنه يعلم بها منذ عشرة أيام. وقال ل«عكاظ»، إن الزيارة تحمل رسالة تؤكد مواقف المملكة وخادم الحرمين تجاه مصر وشعبها خاصة في وقت الأزمات منذ حرب اكتوبر 1973 وصولا إلى ثورة 30 يونيو، ثم إعلان خادم الحرمين الشريفين مبادرته التاريخية لدعم الاقتصاد المصري. ولفت فهمي، إلى أن الزيارة تعكس أيضا مدى الشهامة والكرم ودماء العروبة التي اعتدنا عليها من خادم الحرمين الشريفين والمملكة. وتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن وقفة البلدين جنبا إلى جنب للمزيد من التكاتف في مواجهة التحديات والمخاطر التي يمر بها العالم العربي. تأكيد لمواقف ثابتة وصلبة ورأى وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو، أن توقيت الزيارة يمثل تأكيدا جديدا على مواقف ثابتة وصلبة طالما أعلنت عنها المملكة تجاه مصر. وقال: إن هذه المواقف ليست بالجديدة أو الغريبة على قيادة المملكة وشعبها. وأكد أن اللقاءات بين قادة البلدين دائما ما تؤسس لتعاون كبير لا يقتصر على مصالحهما المشتركة فقط، وإنما تتعرض لخطط استراتيجية طويلة تمس المنطقة برمتها. وأفاد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، أن توقيت الزيارة يعكس قوة العلاقات بين البلدين وعمق الروابط وخصوصية هذه العلاقات. وقال: إن الزيارة تنطوي على العديد من الرسائل في مقدمتها حرص المملكة على استمرار الدعم والوقوف بقوة بجانب مصر حتى تستكمل استحقاقات خارطة الطريق. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركا ملموسا حيال المشكلات التي تشهدها المنطقة والأوضاع الملتهبة في بعض دولها، في إطار الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار. رسائل متعددة الاتجاهات وذكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور محمد شاكر، أن زيارة خادم الحرمين تنطوي على دلالات كبيرة، تؤكد ما سبق وأعلنته المملكة عقب ثورة 30 يونيو من انحيازها لإرادة المصريين. واعتبر أن الزيارة تؤكد استمرار مواقف المملكة وحرصها على التنسيق مع القيادة الجديدة لما يهم مصلحة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها في ظل التحديات وتعاظم الأزمات التي تمر بها حاليا في العديد من دولها. وأشار الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير الدكتور جمال بيومي، إلى أن زيارة الملك عبدالله تنطوي على العديد من الرسائل في مختلف الاتجاهات. وتوقع أن يكون لها مردود كبير لن يقتصر على البلدين فقط، وإنما سيمتد إلى قضايا المنطقة، نظرا للثقل الذي تتمتع به الدولتان وأنهما كانتا ولا تزالا رمانة الميزان وركيزة السلام والأمن والاستقرار. ثبات الموقف وتواصل الدعم وأكد رئيس حزب الوفد السيد البدوي، أن توقيت زيارة الملك عبدالله للقاهرة له دلالة بالغة، حيث أراد من خلالها أن يؤكد للعالم أجمع ثبات موقف المملكة واستمرار موقفها الداعم والمساند لمصر في جميع المحافل وعلى كافة الأصعدة. وقال: إن شعب مصر بمختلف أطيافه يرحب بزيارة خادم الحرمين أرض الكنانة، منوها بالحب الشديد الذي يكنه المصريون لأرض الحجاز والحرمين الشريفين، وما يقوم به الملك سواء تجاه دعم مصر أو تجاه الحرمين وتوفير كل سبل الراحة للحجيج والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام. تثبيت أسس الاستقرار ووصف رئيس هيئة الاستعلامات السفير صلاح عبدالصادقي، زيارة خادم الحرمين لمصر بالزيارة الكبيرة لضيف كبير. وقال: إنها زيارة لمصر كلها، فالمصريون حكومة وشعبا يقدرون للملك عبدالله الدعم والمساندة اللا محدودة لثورة 30 يونيو وانحيازه لخيار وإرادة الشعب المصري. وأضاف: إن الدلالة المهمة لمواقف خادم الحرمين أنها تأتي في وقتها، واليوم حين يصل القاهرة دعما لأخيه الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي فإنه بذلك يدعم مصر كلها أمام العالم خاصة بعد إنجاز استحقاقين في خارطة الطريق واستعادة مكانتها في قلب أفريقيا. وتوقع أن تستثمر الزيارة الكريمة في تدشين شراكة مصيرية جديدة بين البلدين الشقيقين تتسع لدول عربية أخرى في بناء مرحلة عربية جديدة، مدللا على ذلك بأن المملكة ومصر تعملان على خلق وبناء وتثبيت أسس الاستقرار رغم التحديات الجسيمة واللا نهائية والقلاقل في محيطهما العربي. وأكد أن التنسيق المتبادل والتفاهم المشترك بين الدولتين الكبيرتين يمكن أن يرسي أسسا ناضجة وعملية ومقبولة للتعامل مع حالة الاستقطاب الشديدة التي تشهدها العديد من دول المنطقة. ركيزة العمل العربي ورأى الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، أن وصول الملك عبدالله لمصر كأول زعيم عربي ودولي يزور مصر بعد انتخاب الرئيس السيسي، يؤكد مدى المكانة التي تحظى بها مصر ويحظى بها الرئيس السيسي في عقل وقلب القيادة السعودية. وقال: إن الشعب المصري يقدر ويثمن غاليا المواقف النبيلة والشجاعة لخادم الحرمين الشريفين التي برهن عليها طوال المرحلة الماضية، مؤكدا أن دعوته -حفظه الله- لعقد مؤتمر للمانحين لدعم الاقتصاد المصري خير دليل على مواصلة دعم المملكة لمصر خلال المرحلة المقبلة. وأكد موسى أن مصر والسعودية تمثلان ركيزة العمل العربي المشترك. الزيارة والمرحلة الجديدة ولفت رئيس تيار الاستقلال المستشار أحمد الفضالي، إلى أن هناك دلالة مهمة يجب أن يتوقف أمامها الجميع، وهي أن خادم الحرمين الشريفين أول زعيم عربي ودولي بهذه المكانة الرفيعة يزور مصر بعد تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما يمثل قمة الدعم السياسي من جانب المملكة وخادم الحرمين الشريفين في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة. واعتبر أن الزيارة تدشن لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك بين البلدين، ولفت إلى أن كلمات خادم الحرمين الشريفين الداعمة لثورة 30 يونيو بعد ساعات من بيان 3 يوليو لا تنسى، وسوف تظل عالقة في ذاكرة الأمة العربية لأنها كانت أكبر دعم لمصر في مرحلة تاريخية في نضال شعبها للتخلص من حكم جماعة الإخوان.