قرأت قبل فترة مقالا جيدا للكاتب الأستاذ علي الرابغي تحدث فيه عن القرآن الكريم ومعجزاته وكيف أن تلك المعجزات شدت أحد العلماء الكنديين إلى الإسلام، بينما كان يقرأ ترجمة معاني كتاب الله باللغة الألمانية باحثا عن أخطاء ومثالب وحجج تصلح للطعن في الدين الإسلامي فإذا به يجد في القرآن الكريم من الإشارات والأدلة والمعلومات ما شرح الله بها صدره للإسلام، وذكر الرابغي أن ذلك العالم اسمه غاري ميللر وإنني إذ أشكر للكاتب ما أورده من معلومات واعترافات جاءت على لسان العالم الكندي ميللر فإني أضيف لما جاء في مقاله أنه تسنى لي حضور ندوة عن الإعجاز الطبي والعلمي في القرآن الكريم نظمت في مدينة القاهرة قبل نحو ثلاثين عاما بالتعاون بين هيئة الإعجاز برابطة العالم الإسلامي وبين نقابة الأطباء المصريين وقد رعى حفل الختام فيها نيابة عن الرئيس المصري وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف سابقا الدكتور الأحمدي أبو النور، وكنت ممثلا للرابطة في الندوة، فأعلن الوزير المصري أن الندوة سوف تحتفي بمسلم جديد دخل الإسلام عن قناعة، وبعد تدبر واطلاع على ترجمة معاني القرآن الكريم وذكر أن المسلم الجديد هو البروفسور الكندي الدكتور غاري ميللر فكبر الحاضرون شاكرين الله على أن هدى أخاً لهم إلى الإسلام، وعندها وقف الدكتور ميللر وفي يده نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم وقال من ضمن ما قاله إنه كان يدين بالنصرانية التي تلقاها عن طريق الوراثة وكان يسمع عن الإسلام والمسلمين فلا يجد في تصرفات بعضهم ما يقنعه أنهم أتباع دين سماوي! وإنه أخذ يقرأ ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الألمانية لغته الأصلية فوجد في الترجمة إشارات عملية عن خلق الإنسان، في ظلمات ثلاث وأن تلك الإشارات لم يكتشفها العلماء إلا في العصر الحديث فكيف تسنى ذكرها في القرآن الكريم إلا أن يكون كتابا سماويا من عند الله لأنه لو كان من تأليف بشر فإنه يستحيل عليه اكتشاف حقائق علمية لم تعرفها البشرية إلا منذ عشرات السنوات، فالقرآن الكريم إذن هو كتاب سماوي ومن تلقاه من ربه هو نبي مرسل وصمت قليلا ثم رفع إصبعه ونطق بالشهادتين فضجت القاعة بالتهليل والتكبير وقد سرت في بدني قشعريرة تأثرا بتلك اللحظة التي لم أعش مثلها من قبل ورأيت بعض حضور الندوة وقد أغرورقت عيونهم بالدموع رضى وتأثرا بما سمعوه من أخيهم المسلم الجديد في حينه ميللر، وكانوا فرحين بإسلامه لأنه عالم في مجال الفيزياء والرياضيات، أسلم عن قناعة تامة، وقد علمت فيما بعد أنه أصبح يغشى المنتديات ويتحدث عن تجربته وأن القرآن الكريم لم يذكر اسم امرأة سوى مريم العذراء والدة النبي الكريم عيسى عليه وعلى نبينا العظيم أفضل الصلاة وأتم التسليم، شاكرا للكاتب الرابغي أنه ذكرني بذلك الموقف المؤثر الذي شهدته في القاهرة «والذكريات صدى السنين الحاكي» !.