لعلنا من نافلة القول ان نقر بحقيقة اننا نذهب بعيدا ونشرق ونغرب.. ونذهب بعيدا عن الحقيقة وهي تحت ايدينا ونملك دواعي الاعتزاز والفخر والثقة المطلقة.. ان كتاب الله العظيم القرآن الكريم الذي جاء به خاتم النبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. هذا الكتاب الذي لا تبلى آياته ومعجزاته.. بل ان اشراقاته المبهرة.. خاصة في ضوء تقدم العلم والمعرفة.. وبلوغها مراحل متقدمة.. استطاعت ان تقذف في وعي العلماء من الغرب (قبل الجهلة) حقائق جديدة ما كان لهم ان ينكروها.. ومن هنا نقدم هذا النموذج عن جريدة البيان الاماراتية. منصر كندي شهير يستسلم لإعجاز القرآن : أصبح المنصر الكبير الدكتور غاري ميللر أكبر داعية للإسلام في كندا. والسبب حبه للرياضيات والتسلسل المنطقي للأمور، ما دفعه في أحد الأيام للبحث عن أخطاء في القرآن تعزز موقفه عند دعوته المسلمين للدين النصراني كان يتوقع أن يجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرنا يتكلم عن الصحراء والأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده، لكنه ذهل مما وجده فيه من أشياء لا توجد في أي كتاب آخر.. بل الذي جعله في حيرة أنه وجد سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم.. ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهما.. وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرة الرجل.. أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه، ولكنه صعق بآية عظيمة: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}. النساء: 82. يقول الدكتور ميلر عن الآية: «من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر مبدأ تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها.. والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغيرهم إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا. ووقف ميلر طويلا عند الآية التالية {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}. الأنبياء: 30. يقول: إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب، فالرتق هو الشيء المتماسك، والفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله، يضيف: «الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول {وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون}. الشعراء: 210، 212. {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}. النحل: 98. ويتساءل: «هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب؟ يؤلف كتابا ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني؟ يتحدث الدكتور ميللر عن أسلوب معجز في القرآن أذهله، قائلا: من دون أدنى شك يوجد في القرآن توجه مذهل لا يوجد في أي مكان آخر، وذلك أنه يعطيك معلومات معينة ويقول لك: لم تكن تعلمها من قبل مثل {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون}. آل عمران: 44. {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}. هود: 49. والمذهل في الأمر أن أهل مكة في ذلك الوقت كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه، بالرغم من ذلك لم يقولوا: هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه. هذه شهادة يشهد بها رجل كان بعيدا عن الاسلام.. ولكن نور الله هداه فكانت هذه الشهادة البيضاء يشهد بها شهيد من اهلها.. وحسبي الله ونعم الوكيل.