اختلف شعور الطالبات المبتعثات إلى جامعة مدينة تورنتو في كندا حول الغربة وسلبياتها وإيجابياتها، حيث رأت مجموعة منهن أن الغربة كانت فرصة لإثبات قدراتهن ونجاحهن رغم الصعاب والعقبات التي تواجههن، فيما ألمحت أخريات إلى أن وجود زميلات لهن في نفس السكن والدراسة خفف عليهن معاناة الغربة إلا أن الشوق والحنين اللذين يعيشان بداخلهن رغم صمودهن وإصرارهن على مواصلة قطار التعليم.. أحاسيس مختلفة ورؤى متعددة نستعرضها في السطور التالية: في البداية تقول نوف المالكي: "لا أعرف من كتب هذه العبارة: "بعض الغربة وطن" لكنها لامست شيئا في الوجدان، الغربة في الحقيقة وطن آخر، فهي أعطتني أهلا آخرين، لا أعلم ولكن متأكدة أن الغربة تشعرك بالحنين ورغم أن البعض عاد للديار إلا أنهم الآن في هذه اللحظة يحنون لوطنهم الآخر وأهلهم الآخرين". وتضيف رباب اليماني: "الغربة تغرس فينا معاني الصمود والإيثار والتفاني والتضحية من أجل زرع الابتسامة والرضى على شفاه أخوات لنا لم تلدهن أمهاتنا". وترى أبرار إمام أن قرار الغربة من صميم الاختيار، إما ان يكون فرارا أو سبيلا للانتصار، ولكن باختصار "الغربة شعور يسكن قلوب الأحبار". وتتابع مرام بافخر: "الغربة شعور تعيس يبعدك عن وطنك وأحبابك فهي تفتح لنا بابا للذكريات والآلام، وتجعلك تحن لكل دقيقة قضيتها مع من تحب في أرضك ووطنك، ولكن بالرغم من كل مساوئ الغربة وكل ما تسببه لنا من مشاعر حزن، إلا أنها تعلمنا كيف نتمسك بالأمل والتفاؤل في تحقيق طموحنا". وتبين سمية زربان أنها لم تشعر بالغربة لأنها رزقت بأخوات يؤنسن وحدتها ويبددن غربتها، فيما تؤكد أشواق الحكمي على تعلمها من الغربة أشياء كثيرة تملكها ولم تكن تشعر بقيمتها إلا عندما فقدتها. وتضيف سارة الصفي: "الغربة تولد شعورا متناقضا بين الاشتياق والطموح والرغبة بين العودة وإكمال الطريق، ولكن نتسلح دائما بالصبر لتحقيق أهم أهداف الابتعاث المتمثلة من وجهة نظري في الإنجاز، السلام، العلم، والأخوة التي جمعتنا بها سنوات من الغربة، كي نعود حاملين لوطننا ذلك النجاح، رافعين رؤوس آبائنا وأمهاتنا وأجيالا قادمة تخطو خطانا نحو الرقي بمجتمع أفضل".