في أيام عيد الفطر المبارك تجتمع العائلات في أجواء جميلة وتكثر زيارات صلة الرحم بين الأسر لتبادل التهاني بهذه المناسبة، لكن هذا ليس هو حال المبتعثين بالخارج، فبعضهم حاول التأقلم على هذا الوضع والبعض الاخر لا. «اليوم» أرادات تسليط الضوء على حال المبتعثين في الخارج في ظل أجواء العيد. نورا النجار، مبتعثة من جامعة الملك عبدالعزيز تخصص إدارة صحية إلى جامعة «تورنتو»، تقول: قضيت في كندا ما يقارب السنتين لم يتخللها أي إجازة، لا أخفيكم أن الشوق للأهل والبلد على مدار العام ولكن للعيد طقوس مختلفة تزيد الحنين، ولكن النادي السعودي «بتورنتو» والذي تشرفت بالعمل فيه كرئيسة سابقة للقسم النسائي ساهم كثيراً في تخفيف الشعور بالغربة، حيث جرت العادة على التجمع للذهاب لصلاة العيد ومن ثم ينظم النادي بالمساء حفل معايدة يتضمن فعاليات خاصة بالنساء والأطفال، مضيفة أن النادي جمع المبتعثات والمبتعثين كأسرة واحدة على الرغم من اختلاف العادات والمناطق وهذه أجمل ثمار الابتعاث. خالد بن عبدالله العديلي 29 عاما، مبتعث لدراسة الماجستير في إدارة تقنية المعلومات في جامعة «نوتينقهام»، يقول: لي الآن قرابة السنتين في بريطانيا وبصراحة قضاء العيد في الوطن مع الوالد والوالدة والأهل والأحباب لا يعادله شيء، ومن الأشياء التي سأفتقدها هذه السنة أيضا هو اجتماع الأهل يوم العيد، لكن ما يخفف ذلك أن لنا هدفا جئنا من أجله، وكذلك وجود الأصدقاء هنا يخفف عنا الشعور بالغربة. وأضاف، هي ثاني تجربة لي بقضاء العيد خارج الوطن، وقد اتفقت مع أصدقائي على قضاء أيام العيد الثلاثة في لندن لتجاوز هذا الشعور حيث الأجواء الصيفية الجميلة هذه الأيام في عاصمة الضباب، وبرنامجنا سيكون، صلاة العيد في جامع الملك فهد في لندن ثم الاتصال بالوالد والوالدة وتهنئتهما بالعيد بعدها الذهاب للسفارة السعودية والاجتماع مع بعض الأصدقاء وتناول الافطار سوية ثم التجول في حديقة «الهايد بارك» ثم القهوة في منطقة «النايست بردج» ومركز «الهاردوز»، ولا أنسى دور الأندية السعودية ببريطانيا حيث اعتادت على تنظيم لقاءات للطلبة السعوديين في يوم العيد. استئجار مدرسة أطفال للشعور بالعائلة الواحدة قالت مسؤولة شؤون المبتعثات في النادي السعودي ب«إكستر» للدورة الحالية سامية عبدالله الشهري: أنا مبتعثة من جامعة الملك عبدالعزيز الى جامعة «إكستر» ببريطانيا، ولي ثلاث سنوات هنا، بالنسبة للعيد فلا شيء يعدل وجود الشخص في وطنه وبين أهله وأحبابه في مناسبة كهذه، ولكن ارتباطي بتسليم رسالة الماجستير بعد شهر من الآن حال بيني وبين العودة وأسرتي لقضاء العيد مع أهلنا، وعلى أية حال فإن اجتماعنا بإخواننا وأخواتنا من السعوديين ومن الجالية العربية والإسلامية يخفف عنا بعض الغربة وبعض الحنين للأهل، ونحن نعمل في النادي السعودي في «إكستر» على تفعيل برامج ولقاءات للمبتعثين والمبتعثات في مثل هذه المناسبة الجميلة فنجتمع في مكان واحد ونهنئ بعضنا البعض ويكون البرنامج غالبا إما حفلا في قاعة مستأجرة بقسمين للرجال والنساء أو رحلة تخييم أو نزهة شواء، وهذا العام قمنا باستئجار مدرسة أطفال للاجتماع بعد صلاة العيد وتناول طعام الإفطار هناك، ولكي يتسنى لأطفالنا أيضاً الإحساس بفرحة العيد والاجتماع في جو من المرح والبهجة، وهذه الاجتماعات بلا شك تشعرنا كأننا أسرة واحدة سيما وأننا نشترك في نفس ظروف الغربة والدراسة التي نرجو من الله أن يكلل جهودنا فيها بالنجاح والتفوق.