نوهت المعارضة السورية بنتائج اجتماع مجموعة أصدقاء سورية، أمس الأول، في لندن، وأكد معارضون ل«عكاظ» أنه لا بد من وضع آليات عملية لتنفيذ الوعود الجديدة التي تضمنها ما جاء في البيان الختامي، خصوصا ما يتعلق بتحميل نظام الأسد مسؤولية الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه وإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنهم انتقدوا أن تكون هذه الإحالة من خلال مجلس الأمن، متوقعين أن تفشل روسيا مثل هذه التحركات عبر استخدامها «حق الفيتو»، وطالبوا بتشكيل محكمة خاصة لهذا الغرض. كما طالبوا بأن يكون الدعم المنتظر في شكل أسلحة نوعية لتعديل موازين القوى على الأرض، وإجبار النظام على قبول الحل السياسي. وقال عضو الائتلاف هيثم المالح إن مجموعة أصدقاء سورية عليها دور تاريخي في هذه الآونة من عمر الثورة السورية، مطالبا إياها بتوفير البديل الغائب نتيجة الانقسام الدولي. وأضاف أنه يتعين على هذه المجموعة، وفى مقدمتها أمريكا وفرنسا بريطانيا، دعم المعارضة بسلاح نوعى ومضادات أرضية للطائرات التي توفر غطاء جويا لجرائم النظام، مؤكدا أن الشعب السوري قادر على حسم معركته بيده، لكنه يريد فقط السلاح النوعي. وطالب المالح أصدقاء سورية بتشكيل محكمة، خصوصا بدلا من الجنائية الدولية لمحاكمة رموز النظام الأسدي. من جانبه، رأى نائب رئيس الجالية السورية في القاهرة محمد الحمصي أنه يتعين على «أصدقاء سورية» أن تحل محل مجلس الأمن، داعيا المجموعة إلى اتخاذ قرارات خارج مجلس الأمن المنقسم على نفسه. ولفت إلى أنه مع مهزلة الانتخابات الرئاسية والموت الإكلينيكى للعملية السياسية، فإن المجموعة مطالبة بالإسراع في تسليح المعارضة الوطنية المتمثلة في الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة والنوعية لإسقاط النظام بأسرع وقت حتى لا تتعاظم التضحيات. ودعا العالم وأصدقاء سورية إلى تأسيس محاكمات دولية على غرار محاكمة زعماء الصرب ومحكمة نورنبرج لمحاكمة الأسد وقيادات النظام على جرائمهم بحق الشعب السوري. بدوره، اعتبر عضو الهيئة القانونية في الائتلاف هشام مروة ل«عكاظ» أن «أصدقاء سورية» وجه رسالة قوية وواضحة إلى الأسد، مفادها أن الانتخابات الرئاسية غير شرعية ولا قيمة لها. وقال إن هناك رغبة سياسية دولية واضحة لدعم الثورة السورية من قبل أصدقائها الدائمين عبر رفع التمثيل السياسي للمعارضة. وأضاف أن الرسالة الدولية كانت قوية بحجم التمثيل ومتنت الاعتراف الدولي بالائتلاف في سياق الرد الواضح على حملة الأسد الرئاسية، لافتا إلى وجود وعود لدعم الثورة السورية على الأرض، ولن يكتفي هذه المرة بالدعم السياسي. وأعرب عن اعتقاده أن المجتمع الدولي بات يدرك ويتفهم أن الحلول السياسية باتت غير ممكنة مع الأسد، وأنه لن يذهب إلى أي حل سياسي إلا في حال واحدة، وهي أن تتغير موازين القوى على الأرض؛ لذلك ربما يتوجهون لدعم الثوار بطريقة أو بأخرى، سواء عبر التسليح أو رفع نوع التسلح، أو ربما عبر الحظر في بعض المناطق.