تشهد محافظة وادي الدواسر، هذه الأيام، انتعاشا ملفتا لبورصة فاكهة الحبحب التي يقيمها المزارعون والمسوقون، وتستمر لمدة شهرين كاملين بعد أن تتراجع لمدة 10 أشهر في السنة، وتبدأ حركة البيع والشراء فيها يوميا من طلوع الفجر وحتى منتصف الليل، حيث يتم طرح هذه الفاكهة مبكرا في وادي الدواسر، ومن ثم يتم تسويقها في جميع مناطق ومحافظات وهجر وقرى المملكة، بل ويتخطاه إلى الدول الخليجية المجاورة. وفي مثل هذه الأيام من كل عام، تتجه أنظار تجار الخضار في كافة أرجاء المملكة ودول الخليج إلى محافظة وادي الدواسر، حيث تبدأ معها درجات الحرارة بالارتفاع كمؤشر على قرب قدوم فصل الصيف من كل عام، وبالتالي بداية إنتاج الفاكهة الأشهر في هذا الفصل من السنة «الحبحب» أو «البطيخ» كما يحلو للبعض تسميته والذي يتزامن مع نزول الشمام والعنب وبقية الفواكه الصيفية إلى السوق، إلا أن حبحب وادي الدواسر وبما يتميز به من لون أحمر ومذاق لذيذ وكبر في الحجم يجعل تجار الخضار والفاكهة بالمملكة يفضلونه على غيره من الأصناف المستوردة. «عكاظ» قامت بجولة خاصة على مزارع الحبحب بالمحافظة وعلى السوق الرئيسي؛ لمعرفة كمية المطروح منها للبيع وكيفية تسويقها، حيث لاحظت توفر كميات كبيرة من الفاكهة وبجودة عالية تراوحت أسعار حمولة السيارة الصغيرة منها زنة طنين تقريبا ما بين 1900 إلى2300 ريال. أحد الشريطية الذين التقتهم «عكاظ» خلال الجولة قال إن سوق الحبحب بوادي الدواسر يقوم كل عام بتغذية جميع أسواق ومحلات الخضار بمملكتنا الغالية بمثل هذه الفاكهة بكميات كبيرة تقدر بآلاف من الهكتارات، وذلك من خلال مندوبين دائمين بالسوق يقومون بعملية شراء الحبحب، ومن ثم توزيعه على مختلف الأسواق القريبة منها والبعيدة، مؤكدا أنه اعتاد شراء ما يقارب من 55 سيارة يوميا يتم وضعها في شاحنات كبيرة الحمولة، ومن ثم يقوم بتوزيعها على الأسواق القريبة والبعيدة خلال وسطاء يتعامل معهم، ويقوم بتأمين الحبحب لهم عن طريقه، مؤكدا، في حديثه، على جودة إنتاج المحافظة من الحبحب ومعرفة جميع الناس لها، حيث يقومون بالسؤال عن مكان إنتاج هذه الفاكهة، وسرعان ما يقومون بالشراء حتى ولو كانت باهظة الثمن، وعند علمهم بأنها من إنتاج وادي الدواسر فجودتها مشهود لها. ويضيف: لعل من المفارقات في هذا السوق أن القيمة الشرائية به تنخفض بشكل يومي، فقد تصل قيمة السيارة المتوسطة الحجم إلى 2300 ريال في بداية الموسم سرعان ما تنزل القيمة إلى أن تصل في نهاية الموسم إلى 500 ريال فقط، ما حدا بمنتجي هذا النوع من الفاكهة إلى التبكير في عملية الإنتاج والتسويق لاستغلال ارتفاع الأسعار المرتفعة بل والملتهبة في غالب الأحيان. الجدير بالذكر أن محافظة وادي الدواسر تعد من أبرز المحافظات الزراعية التي تشتهر بجودة إنتاجها الزراعي من الحبحب؛ نظير ما تتمتع به من تربة خصبة، ووفرة مياه جوفية، ومناخها؛ ما جعلها تحتل مركز السبق دائما في الطرح المبكر للمنتجات والمحاصيل الزراعية على مستوى الخليج.