أدى ضخ كميات كبيرة من البطيخ في أسواق المملكة إلى تدني أسعاره إلى مستويات هابطة.. مما ألحق الضرر بالمزارعين الذين يتكبدون أصلاً خسائر في محاصيل أخرى. «الرياض» وعبر بعض مراسليها استطلعت أوضاع تلك الأسواق حيث تأرجحت الآراء حول أرباح وخسائر المزارعين بسوق للحبحب والبطيخ والشمام بوادي الدواسر الذي غالباً ما يتزامن إنتاجه مع بداية الصيف من كل عام بالرغم من المبيعات الكبيرة اليومية التي يشدها السوق والتي تجاوزت كل التوقعات حيث أثبتت الاحصائيات أنه يلج السوق يومياً ما بين 700 إلى 800 سيارة يتم بيعها جميعاً على كم كبير من رواد السوق بأسعار شهدت نقصاً حاداً عن أسعار العام المنصرم وما قبله تراوحت ما بين (2400 إلى 1800) ريال. وعن تأرجح الخسائر والأرباح صنف الوضع العام بالسوق المزارعين إلى صنفين أحدهما تمثل في كبار المزارعين كالشركات الزراعية الكبرى التي بطبيعة الحال اكتسحت الأسواق بكم كبير من إنتاجها التي جعلت من الربح البسيط سبيلاً لبيع كميات كبيرة بما يتناسب مع معطيات السوق التي تعود بطبيعة الحال إلى أرباح طائلة أضرت بصغار المزارعين الذين يصنفون ثانياً والذين تكبدوا خسائر كبيرة وأموالاً طائلة محذرين من عدم العودة لمثل هذه التجربة التي أثبتت فشلها. وللإطلاع على الوضع العام لصغار المزارعين وصف عدد منهم الوضع «بالكارثة» نظراً للخسائر الجسيمة التي تكبدوها نظراً لضخامة الإنتاج بصفة عامة وضعف التسويق والأسعار موزعين ذلك إلى التكلفة الباهظة التي يدفعونها عند زراعة هذا النوع من الفاكهة الصيفية مقارنة بتحصيلهم الموسمي. حيث اتفقوا جميعاً على أن التكلفة الباهظة التي يتكبدها مزارعو الحبحب والشمام من بداية تسوية الأرض وإعدادها وانتهاء بتسويق المحصول مروراً بالمواد الحشرية المبيدة للآفات التي قد تصيب نبتة الحبحب والشمام مثل التربس والمن وصانع الانفاق والديدان القارضة والعناكب والآفات الفطرية ولفحة الساق الصمغية وغيرها كثير من الآفات الحشرية التي قد تصيب نبتة الحبحب حيث حمايتها عبر المبيدات الحشرية القاتلة التي وصل سعرها إلى حد مبالغ فيه جداً ناهيك عن سعر الديزل الذي يتراوح سعر الصهريج من 7000 إلى 5000 ريال في حين أنه لا يتعدى استهلاكه عشرة أيام في الغالب. في حين أن التسويق لا يتناسب مع آمال وتطلعات المزارعين الذين أيقن غالبيتهم بالخسارة وأصبح ينشد رأس المال فقط حصل أو أن تكون الخسائر طفيفة وذلك مقارنة بالأسعار. فالأسعار هذا العام تختلف اختلافاً كلياً عن الأعوام السابقة فمن (2500) ريال في الأعوام السابقة إلى (1000) ريال سرعان ما تنخفض إلى أن يصل إلى (800) ريال في حين أن هذا السعر في الأعوام المنصرمة لا يحدث إلا في نهاية الموسم يؤخذ منها ضرائب كثيرة منها رسوم دخول السيارة إلى موقع الحراج ورسوم الدلال ورسوم التحميل كل ذلك يقتطع من المزارع المسكين مؤكدين أن أسباب تدهور الأسعار يعود إلى عدد من العوامل منها: انفتاح أسواق المملكة على العالم حيث تزامن انتاج محصول اليمن والشام مع إنتاج وادي الدواسر هذا العام ودخول محصولهم إلى الأسواق المحلية على الرغم من التفاوت الكبير بين وسائل زراعتنا وزراعتهم وما يتخللها من عوامل وخسائر كبيرة مما أدى إلى تدني الأسعار، وكذلك عدم وجود ما يعرف بتقنين الأسعار أو الجمعية التعاونية التسويقية بالمحافظة جعل الوضع غير ملائم على الرغم من أنه قد تمت مناقشة هذا الجانب مع وزير الزراعة لدى زيارته المحافظة قبل أيام قليلة حيث أفاد أن عملية التسويق عملية شائكة وتحتاج إلى دراسة شاملة ومستفيضة حيث تقوم الوزارة بذلك منوهاً بدور الجمعيات التعاونية الزراعية في هذا الجانب حاثاً المزارعين والمهتمين بالزراعة بضرورة تفعيلها والعمل من خلالها. لذا يناشد صغار المزارعين الجهات المعنية ضرورة إيجا حلول مناسبة تمنعهم من الخسائر التي يتكبدونها والوقوف بجانب المزارع والمواطن حيث الرفع من اقتصادنا الوطني والمحافظة على مكتسباتنا ومورثاتنا التي نفتخر بها. من جهة ثانية وردت شحنات كبيرة من البطيخ إلى سوق (الحبحب) بمحافظة الطائف في بداية موسم مبشر كما يشير تجار السوق وشهد السوق عرض كميات من فاكهتي الشمام والخربز بأسعار تتراوح ما بين 15 - 30 ريالاً للكومة الواحدة التي تضم ما بين 5 - 8 حبات من هذه الثمار الصيفية التي يقبل عليها الأهالي بينما تراوح سعر كومة البطيخ ما بين 40 - 80 ريالاً حسب الحجم ومستوى النضج وتضم الكومة الواحدة ما بين 8 - 10 بطيخات ولم يشهد السوق في بداية الموسم الاقبال المتوقع نظراً لأن معظم الشحنات الواردة من البطيخ خاصة لم تكن ناضجة بالكفاية المطلوبة وكان لذلك أثره في احجام البعض عن ارتياد السوق مما دفع التجار الى بيع ما لديهم من شحنات إلى الباعة المتجولين بالسيارات وبأسعار منخفضة وقد كان من نتائج ذلك ظهور الباعة المتجولين أمام المساجد والشوارع الرئيسية والميادين العامة لبيع البطيخ بأسعار متدنية ويتوقع تجار سوق الحبحب بالطائف أن تصل شحنات من البطيخ الجيد من المناطق المحلية الرئيسة الموردة لهذا الإنتاج مثل القصيم والمدينة المنورة خلال الأسابيع المقبلة بالإضافة إلى بدء إنتاج الشمام والخربز من البيوت المحمية والمزارع المفتوحة بالطائف. ويصل إلى السوق حالياً ما بين 30 - 50 شحنة من البطيخ بأنواعه يومياً وتم تخصيص موقع مجاور لسوق الخضار والفاكهة المركزي نظراً لحاجة هذا النوع من الفاكهة الصيفية إلى مساحات عرض كبيرة بعكس الأنواع الأخرى من الفواكه الموسمية، وقد سجل السوق خلال الأيام الماضية تفوق الشمام على الحبحب في مستوى الاقبال والبيع نظراً لجودة المعروض منه وتباين أسعاره بما يناسب الشرائح المختلفة. كما شهدت أسواق الفاكهة طرح بواكير انتاج مزارع الطائف من الفواكه الموسمية والتي بدأت بفاكهة الخوخ الذي تباع العبوة الواحدة منه بسعر يتراوح ما بين 15 - 30 ريالاً بالإضافة إلى قرب جني انتاج المزارع من المشمش خلال الأسابيع القليلة المقبلة إن شاء الله ويستمر موسم الفاكهة بالمحافظة ما بين 4 - 5 شهور ويتم خلالها إنتاج 14 نوع من الفواكه الطائفية الشهيرة ومن أهمها المشمش والتين الشوكي (البرشومي) والعنب والرمان والحماط والبخاري والسفرجل والكمثرى والتفاح وأنواع الحمضيات. على صعيد آخر تشهد أسواق منطقة الباحة هذه الأيام أنواعاً كثيرة من البطيخ حيث يتراوح سعر الواحدة ما بين (10) ريالات وحتى (40) ريالاً ويبيع صاحب البطيخ يومياً (15) إلى (20 حبة). ويقبل على شرائه عدد كبير من المواطنين والمقيمين بالمنطقة وذلك لما يتميز به من طعم رائع خاصة عندما يؤخذ مبرداً. الجدير بالذكر أن أسواق منطقة الباحة تنتشر فيها العديد من الفواكه خلال هذه الأيام لما شهدته المنطقة من أمطار غزيرة خلال هذا العام الذي ساهم في إنتاج فواكه طبيعية طازجة.