أرض خصبة ومياه عذبة وفيرة ومناخ ملائم لجميع المنتجات الزراعية جعل محاصيل وادي الدواسر تحتل مركز السبق دائماً في جودة الإنتاج والطرح المبكر. وللوقوف على هذا المنتج وزراعته وتسويقه كانت لنا جولة على مزارع وحقول الحبحب بوادي الدواسر لنقل الصورة الحقيقية لحجم تجارة هذا السوق الذي اتجهت إليه أنظار التجار والمستهلكين هذه الأيام في جميع مدن المملكة والدول المجاورة. وقال الشيخ عبد الله الشدي: "إن إنتاج مزارعنا تعد من أكبر المزارع لإنتاج الحبحب بالمملكة، ويصل إنتاجها إلى جميع الأسواق المحلية ويتخطاها إلى دول الخليج العربي"، وأشار إلى أنه يستثمر مساحات في زراعة الحبحب تبلغ 450 هكتاراً سنوياً، مؤكداً أنهم يستخدمون الأسمدة العضوية "سماد الدواجن" مع عدم الإسراف في الأسمدة الكيماوية التي تؤثر سلباً في جودة المحصول من حيث الطعم والنكهة. وأكد حرصهم الشديد على سلامة البيئة وصحة الإنسان وذلك بعدم الإسراف في رش المبيدات وإيقاف الرش تماماً مع بداية عقد الثمار مع الالتزام الصارم بعدم إضافة أي من المحسنات للمنتج. من جانبه قال الشيخ محمد بن ناصر بن تميم: "نحمد الله على جودة الإنتاج هذا العام وخلوه من الآفات المدمرة، وحقيقة أننا نسعد حينما نعلم أن إنتاج مزارع وادي الدواسر من المحاصيل الزراعية المختلفة يصل إلى أوروبا ودول آسيا وإفريقيا في دلالة على عالمية تلك المنتجات الزراعية: "مضيفاً أن زراعة القرعيات كالحبحب والشمام تعد مربحة رغم تكاليف الإنتاج التي تصل إلى أكثر من 10000 ريال للهكتار الواحد. وأوضح الشيخ محمد بن راشد بن تميم أن مزارع وادي الدواسر ذات إنتاج جيد، إذ يصل متوسط إنتاج الهكتار الواحد من الحبحب إلى 40 طناً تقريبا وقد تزيد أو تنقص حسب نوع التربة، وأنها تحتل ميزة الطرح المبكر ذي الجودة العالية، وهو ما يحرص عليه المنتجون للحصول على ميزات التسويق الجيدة والأسعار العالية. إلى ذلك أشاد الشيخ مهدي بن ناصر بن طميهير بما يلقاه القطاع الزراعي من دعم سخي من حكومتنا الرشيدة بتقديم الحوافز للمزارعين من خلال القروض الميسرة دون فوائد، وتوزيع الأراضي الزراعية المجانية، وشراء بعض المحاصيل بأسعار تشجيعية، وتهيئة الأسواق لاستقبال المنتجات ودعمها بالمهرجانات التسويقية للمنتجات الموسمية. وفي سوق الحبحب بوادي الدواسر التقينا أحمد حسن العباد القادم من محافظة الأحساء وهو يقوم بشراء كميات كبيرة من الحبحب لينقلها من خلال شاحنات وثلاجات كبيرة قائلاً: "نحن نقوم بالشراء من هذا السوق العملاق يومياً طيلة أيام الموسم منذ سنوات والتسويق في عدد من الأسواق المحلية بعدة مناطق، كما نقوم بالتصدير لدولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت".