الإبل تمثل عشقا خاصا في نفوس غالب الناس في بلادنا، بينهم وبين حياة البداوة الأصيلة رباط لا ينفصم برغم النهضة والتحولات الكبيرة، وتمثل الإبل أهمية اقتصادية تجعل قيمة بعضها تتجاوز أحيانا مئات الآلاف، ويرفض ملاكها الاستغناء عنها. الإبل تواجه اتهامات بنشر مرض كورونا، في وقت نصحت فيها منظمات صحة بعدم مخالطتها والابتعاد عن تناول حليب النوق.. ومع ذلك يصر أصحاب الإبل على براءتها من التهم، فالأسواق تعرض منتجاتها من اللحوم والألبان. عاطفة متبادلة في مكةالمكرمة، تجد لحوم الإبل وألبانها الرواج الكبير، فها هو الجزار عبدالاله يقول إنه على الرغم من ثقة تجار الإبل وزبائنها، فإنهم بدأوا يشعرون بقلق ما بسبب حالة الفوبيا، وأدى ذلك إلى هبوط حاد في سعر لحوم الحاشي بنسبة وصلت إلى 50%. فسألنا الزبائن (يا جماعة ما هو الشيء الذي ردكم عن شراء لحم الحاشي، فأجابوا بأن هنالك منظمات تحذر من لحم الإبل؛ لأنه يحمل فيروس كورونا!). «عكاظ الأسبوعية» تجولت في مرابط الإبل على مشارف مكةالمكرمة ورصدت حياة ملاكها، حيث أصروا على أن الإبل من عطايا الرحمن ولن يستغنوا عنها، إذ لم يثبت حتى الآن أنها الناقل لمرض كورونا. وقال محمد عمر (أحد مخالطي الإبل) نحن نملك الإبل منذ زمن، نأكل من لحومها ونشرب من لبنها ولم نصب بسوء أو أذى، حتى أطفالنا يخالطون الإبل وبينهم علاقة وحب لا ينتهي. ويردف عمر قائلا إن الحديث عن ارتباط الإبل بكورونا، وأنه السبب في انتقال المرض إلى الإنسان غير دقيق، حتى الآن لا توجد دراسات حقيقية وعلمية حول الموضوع، لكنها مجرد توقعات، ونحن نتساءل: هل تسببت الإبل في نقل المرض إلى الإنسان، أم أن هناك حيوانات أخرى وأسبابا أخرى لا نعرفها. حليب النوق حازم رجب يقول إنه كل يوم يأتي إلى حلاله وحلال أبناء عمومته ويشرب من حليب النوق يوميا حتى بعد الإعلان عما يعتبره شائعة حول الإبل بأنها الناقل لمرض كورونا. وقال إنه يخالط الإبل يوميا ولم يصب أو أي من أفراد أسرته بأذى، وأوضح أنه حتى في حال إصابة الإبل بأي مرض يتم تجنيبها وعزلها حتى يتم علاجها. الطبيب البيطري الدكتور عبدالجبار عبدالمنعم قال إنه لم يعرف أن فيروس كورونا اكتشف في الجمال، وأضاف أن وزارة الزراعة كانت ستتخذ إجراءات إذا كان ذلك قد حدث بالفعل، وأضاف أنه لم يواجه أي أمراض أثناء مخالطة الإبل أو علاجها. وأردف عبدالمنعم أن الأمور طبيعية وليس هناك خطر أو مشاكل، ولو حدث شيء من هذا القبيل لما ترددت وزارة الزراعة في إعلانه. إخلاء حظائر في المقابل، تعهدت أمانة العاصمة المقدسة بإخلاء جميع حظائر الإبل على الطرقات وفي محيط الأحياء السكنية، وأبلغ المهندس عبدالسلام بن سليمان مشاط وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات عن تشكيل لجنة بادرت إلى العديد من الجولات الميدانية على حظائر الإبل وباعة الحليب، وكانت اللجنة وجهت عدة إنذارات لأصحاب الإبل والعمالة التي تمارس بيع الحليب وطالبتهم بإزالة الحظائر، وتم خلال الأسبوع الماضي إزالة أكثر من 90 حظيرة عشوائية عبارة عن صنادق وشبوك في مواقع مختلفة، كما تم أخذ التعهدات اللازمة على أصحابها. وأكد مشاط أن جهود اللجنة متواصلة للقضاء على المخالفات، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة سبق أن أجرت العديد من الدراسات لتنظيم مواقع بيع الحليب، مطالبا أصحاب الحظائر بالتجاوب مع تعليمات اللجنة وعدم مخالفتها لتحقيق المصلحة العامة. مصادرة أوانٍ المشرف العام على البلديات الفرعية المهندس سعود الهزاني ذكر أن البلديات الفرعية تقوم بجهود كبيرة من خلال مراقبة المواقع التي يتواجد فيها أصحاب الإبل وباعة الحليب، حيث تم تكثيف الجولات في منطقة المغمس ومنطقة طريق مكةجدة القديم الواقعة في نطاق بلديتي الشرائع والعمرة، مشيرا إلى أن اللجنة صادرت خلال جولاتها الأسبوع الماضي العديد من الأدوات والأواني المستخدمة في بيع الحليب وعدد من المولدات الكهربائية وأنابيب الغاز، كما تمت مصادرة عدد 8 رؤس من الإبل مختلفة الأنواع والأعمار، مؤكدا بأن اللجنة لا تزال مواصلة أعمالها وجولاتها الرقابية في مختلف المواقع.