توقف رجل في العقد الرابع من عمره في واد على مشارف مكةالمكرمة وترجل من سيارته، ودلف إلى حظيرة عشوائية للإبل، وجلس على دكة حجرية وطلب حليب نوق طازج، فكرع منه ومسح بقايا الرغوة من فمه وغادر الموقع، هذا السيناريو يحدث يوميا في حظائر الإبل العشوائية والتي يقبل عليها العشرات من عشاق حليب الإبل الطازج، غير أن المفارقة وفقا لمصادر "عكاظ" تتمثل في أن حليب الإبل الذي يباع في هذه الحظائر لا يخضع للشروط الصحية ويقدم في أوعية غير نظيفة فضلا أن النياق مصدر الحليب لا تأكل العشب الأخضر وإنما تتغذى على العلف الجاف، وشيء آخر وفقا لذات المصدر أن العمالة التي تشرف على الإبل تتحايل في تغذيتها بإضافة مواد كيماوية إلى ماء الشرب الخاصة بالنياق ما يجعل منتجات حليبها غير صحية. وفي الوقت الذي أجمع فيه مواطنون أن إضافة المواد الكيماوية إلى حليب الإبل يعتبر غشا وسرقة للجيوب، فإن بعض من أصحاب الحظائر يؤكدون أنهم يحقنون النياق النفساء بمدرات الحليب وأنه لاخطر من ذلك. "عكاظ" تواجدت في حظائر الإبل والتقت عددا من عشاق حليب النوق والذين أجمعوا أنهم درجوا على ارتياد هذه الحظائر لشرب الحليب الطازج خاصة وأن حليب الإبل وفقا لخبراء التغذية يعتبر دواء للعديد من الأمراض ومقويا عاما للجسم. وفي هذا السياق أوضح محمد المسعودي أنه يعرف تماما أن النوق مصدر الحليب لا تأكل الأعشاب الطبيعية وأن العمال الذين يشرفون عليها يضيفون إلى ماء الشرب الخاص بالإبل مخاليط كيميائية أو حقنها بمخالط مدرة لرفع مستوى إنتاجها للحليب. من جهته أبدى محمد القرشي استياءه الشديد من انتشار الحظائر التي تتاجر بحليب الإبل على جوانب الطرقات، مشيرا إلى أن تلك المواقع تحظى بإقبال كبير من بعض المواطنين على الرغم من ضعف جودة الحليب الذي تدره الإبل لعدم توفر المرعى المناسب لها. وحذر القرشي من التعامل مع تلك العمالة التي تتاجر بحليب الإبل مؤكدا أن الأماكن التي توجد بها الإبل تعتبر ملوثة بسبب ربط الإبل بها لعدة شهور مما يساعد في انتشار الأوبئة بينها. وفي نفس السياق استغرب جميل الصاعدي من قيام بعض من العمالة بتعبئة أبوال الإبل في قوارير استعدادا لبيعها على المواطنين حيث يروج لها البعض على إنها علاج لبعض الأمراض المستعصية مثل السرطانات كذلك يستخدم لتطويل الشعر مشيرا إلى أن هناك إقبالا على شرائها أو خلطها مع ألبان الإبل وهذا لا صحة له لأنه لم يثبت علميا. وأوضح أحد ملاك تلك الإبل رفض الإفصاح عن اسمه أنهم يجنون لا يقل عن 150 ريالا في اليوم مشيرا إلى أن سعر الوعاء يتراوح بين 15 و40 ريالا، ونفى مسألة حقن الإبل بمدرات للحليب بل يحقنونها بفيتمينات تساعد على إنتاج الحليب وهذا يعود بالصحة على المواطنين أنفسهم مبينا أن الرعاة يقومون بغسل الأوعية بعد كل استخدام وذلك لتجنب تلويثها وأضاف أن الإبل بالذات في المنطقة الغربية قلت مراعيها بسبب نقص هطول الأمطار وعوضنا هذا النقص بشراء البرسيم وبعض الحبوب كذلك الخبز الناشف. اشتراطات صحية مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أوضح أن هناك لجنة تنفذ جولات مكثفة لمتابعة باعة حليب الإبل للتأكد من التزامهم بالاشتراطات الصحية في أماكن البيع والأواني المستخدمة في التقديم، مشيرا إلى أن اللجنة قدمت دراسة كاملة لإيجاد الحلول والبدائل المناسبة لمواقع بيع الحليب، مؤكدا أنه لا يمكن منع بيعه نظرا لكثرة الإقبال عليه. وأضاف أن اللجنة قامت في الربع الأول من العام الجاري ب 41 جولة تم خلالها الوقوف على 263 حظيرة بمكة وتم خلالها مصادرة 284 من الأوعية المستخدمة لشرب الحليب و315 قمعا و713 كيس حليب غير صالح للاستهلاك.