في الوقت الذي يقضي فيه الشباب أوقات فراغهم في الترفية والتجمعات وارتياد المقاهي، سلك الشاب جابر محمد يعقوب عسيري (20 عاما) طريقا آخر من خلال جمع الدراسة والعمل، للقضاء على الوحدة ووقت فراغه وتحقيق النجاح من خلال الاعتماد على النفس. يقول جابر الذي يقطن في منطقة رجال ألمع ويعمل ويدرس في مدينة أبها:«أدرس منذ عام في الكلية التقنية بأبها بتخصص الكهرباء، وبدأت منذ دراستي بالعمل في إحدى المستشفيات الخاصة كمحاسب، لاكتساب الخبرة وقضاء وقت فراغي في أمر مفيد للتغلب على الوحدة حيث أسكن بمفردي»، ويضيف:«أذهب للكلية من الساعة 8 صباحا وحتى 3 عصرا، ويبدأ عملي من الساعة 4 وحتى 11 مساء، وحقيقة أشعر بارتياح بمرور يومي بين الدراسة والعمل الذي أضاف لي الكثير، وأصبحت أكثر تنظيما وأشعر بمسؤولية أكبر وأعتمد على نفسي كثيرا، وهذا بلا شك ولد لدي شعور السعادة بالكفاح والصبر والمثابرة»، ويتابع: «من الصعوبات التي واجهتني في بداية العمل والدراسة عدم امتلاكي سيارة للتنقل ولكن بعدالعمل تحسنت أموري كثيرا وتملكت سيارة، وتبقى معاناة الوحدة، حيث أسكن بمفردي منذ عام وستة أشهر ولا أرى عائلتي إلا يوم الجمعة وأحيانا تمر الجمعة ولا أراهم»، ويضيف:«يتعجب زملائي بالكلية حين يعرفون أني أعمل إلى جانب الدراسة، ويتسائلون دائما كيف يمكنني التوفيق بين الدراسة والعمل، وبصراحة أجد أن نسبة الطلاب الذين يعملون قليلة جدا، وربما يكون السبب وراء ذلك قلة وعيهم بأهمية العمل إلى جانب الدراسة، وأوجه من هنا رسالة إلى الشباب أن يستثمروا أوقات فراغهم فيما يفيدهم بدلا من إهدار الوقت على أمور لا تضيف لهم شيئا».