فراغ عريض يحتوي الشباب أثناء عطلة نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة) ,وفق دراسة أجراها عددٌ من الباحثين, اتضح من خلالها أن نسبة 60 في المائة من أفراد العينة, يمتلكون وقت فراغ يزيد على (3) ساعات يومياً , أما في أثناء العطلة الصيفية فترتفع ساعات الفراغ لتصل إلى 6 ساعات تضيع بين قراءة المجلات, والصحف الهابطة, إلى ملاحقة القنوات ببرامجها الهدامة، أو الحرص على المكالمات التليفونية الطويلة، ناهيك عن التسكع في الشوارع والأسواق والجلوس في المطاعم والمنتزهات والدوران بالسيارات ليل نهار, في حين أن إشغال الشاب لوقته بشيء من اللعب المباح أو الترويح المعتدل فإن هذا الفعل لا يعتبر إضاعة للوقت. فكيف ينظر الشباب للإجازة ؟ وكيف يمكن لهم استثمار فراغها بما يعود عليهم بالفائدة ؟ أندية رياضية يعتبر كل من محمد المحمادي وراكان العتيبي (19 عام), المتخرجين حديثاً من الثانوية العامة أن الإجازة الصيفية بمثابة متنفس كبير لهما للخروج من أسر الرتابة والمذاكرة والمنزل, قائلين مقاعد الدراسة تشغلنا عن ممارسة هوايتنا المحببة لقلوبنا بالشكل المطلوب ولا تجعلنا متفرغين تماماً ,عكس الإجازة الصيفية التي تمنحنا مطلق الحرية في اختيار ما يفيدنا, فنحن نرتب وقتنا ما بين الرياضة والخروج للأماكن العامة والترفيهية سواء مع الأصدقاء أو الأهل , بحيث لا يكون لدينا وقت نضيعه, فقد اشتركنا من بعد صلاة الظهر في أحد الأندية الرياضية نظام (شامل), من سباحة وكرة قدم وتنس أرضي واسكواتش وطائرة وسلة حتى المغرب, ومن ثم نذهب لأحد المقاهي القريبة من منزلنا المتخصصة في ألعاب الشبكة (جيم نت) لكي نمارس الألعاب الإلكترونية الحديثة في السوق. ويضيف المحمادي أنا من أشد المعجبين بالأفلام الجديدةالأمريكية (الأكشن) فأنا أتابع كل جديد ينزل السوق دون استثناء وهكذا أكون قد شغلت وقتي وخرجت عن الرتابة. العمل أثناء الإجازة ويقول مشاري حامد المتخرج حديثاً من الثانوية, أنا أحب العمل في الصيف فأنا أعمل مع أبي في مجال المقاولات كمشرف على العمال لاكتساب الخبرة وكيفية التعامل مع الآخرين مما يفيدني مستقبلاً, وأنا متأكد من ذلك فليس لدي الوقت للاشتراك في أي ناد حيث أقضي معظم الوقت في العمل بجانب والدي بحكم أنني أكبر إخوتي, ولكن ذلك لا يمنعني من الخروج مع أصدقائي في أوقات الفراغ خاصة في الليل ونهاية الأسبوع إما بالذهاب إلى البحر أو أحد أماكن الترفيه. خبرة وترفيه وفي نفس السياق يضيف خريج كلية التقنية قسم (محاسبة) سعيد أحمد الغامدي20 عاما. الحمد لله وجدت فرصة عمل صيفية ولكن بدون راتب لاكتساب الخبرة فقط فأنا أداوم 4 ساعات في اليوم في إحدى الشركات الخاصة من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة عصراً, وبعد ذلك أقضي وقتي في النادي وبذلك لا يكون لدي وقت فراغ أضيعه فيما لا يعود علي بالنفع, واشتراكي في النادي لا يقتصر على نشاط بعينه فأنا أمارس جميع الألعاب, وأجد متعتي فيها خاصة ونحن في الصيف, والإجازة طويلة, وليس هناك ما يشغلنا وقد حفزني أصدقائي للاشتراك معهم في النادي, فتحقق لي المتعة والترفيه إلى جانب اكتسابي اللياقة البدنية والخبرة من عملي في الشركة. حاسب وعمل صيفي ومن جانب آخر يقول فيصل محمد المطيري 20 عاما , تخرجت ولله الحمد من الثانوية العامة بتقدير جيد جدا مرتفع , ولا نية لي في دخول الجامعة, بل أريد دخول الحياة العملية, لأن الفرصة متاحة الآن أمامي, ولدي من يعينني على إيجاد عمل, وبصراحة أخشى التسجيل في الجامعة وتفوتني فرصة العمل, وبإمكاني تأجيل الدراسة للعام القادم عن طريق الانتساب وبذلك أصطاد عصفورين بحجر!. أما عن قضاء إجازتي الصيفية فقد سجلت في أحد المعاهد المتخصصة في الحاسب الآلي, للحصول على شهادة تفيدني في حياتي العملية مستقبلاً, إضافة لاشتراكي في أحد الأندية المتخصصة للياقة البدنية ,وذلك بنظام (الشامل) أي ممارسة جميع الأنشطة الرياضية دون استثناء, ذلك أن التركيز في رياضة واحدة يشعرني بالملل والرتابة. حفظ القرآن الكريم أما راكان العتيبي فيقول بعد فراغي من النادي وذهابي مع أصدقائي إلى البحر أو لإحدى المقاهي المتخصصة في ألعاب الشبكة (جيم نت) أذهب إلى المنزل لكي أمارس لعبتي المحببة وهي (البلاستيشن) بعدها أتناول المصحف الشريف لأنني أجد متعة كبيرة في حفظ القرآن الكريم حيث أحفظ أجزاء منه أثناء الإجازة ,عكس أيام الدراسة التي أكون مشغولا خلالها بالواجبات والمذاكرة معظم الوقت. وإلى ذلك يعلق مدرب سباحة في أحد الأندية الكابتن عبدالحي عبدالرحيم 37 عاما,أن إجازة الصيف تتيح للطلاب المشغولين طوال العام بالدراسة والمذاكرة, حرية أكبر لممارسة هواياتهم المختلفة ,ولذلك يقبلون على النادي في إجازة الصيف ,وبأعداد كبيرة ,ومن جميع الفئات العمرية, والمراحل الدراسية, وبعد انتهاء مدة الإجازة يقل العدد تدريجياً بسبب انشغالهم بدروسهم التي تستغرق معظم أوقاتهم. اشتراكات رمزية ومن جانبه يقول مسؤول أحد أندية كمال الأجسام الكابتن عصام محمود, نضع برامج خاصة في الصيف نظراً لارتفاع عدد المتقدمين للاشتراك في النادي برسوم رمزية بسيطة, ويكون في مقدوره ممارسة جميع الألعاب في النادي دون استثناء وبذلك تعم الفائدة.