تأتي إجازة نصف السنة التي ينتظرها جميع الطلاب بعد عناء نصف عام دراسي سواء كانت الدراسة داخل المدرسة أو داخل الحرم الجامعي لافرق يتساوي اشتياق جميع الطلاب للإجازة. ولكن إجازة نصف العام تحمل معها الكثير من الوقت بلا هوية وتصبح الإجازة ما هي إلا وقت فراغ أمام الطلاب فمنهم من يستثمره ومنهم من يضيعه هباء وقد علمنا ديننا الحنيف أهمية الوقت ولقد حرم إضاعته الوقت هباء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدماً عبد حتى يُسأل عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه". ولكني للأسف لاحظت إن معظم الشباب لا يقدر وقته فهل هؤلاء الشباب لايعرفونه إن أيام عمرهم غالية وإنهم يضيعون أيام شبابهم هباء؟ حاولت إن أتعرف على الطريقة الخاصة بكل شاب وفتاة في قضاء وقت فراغهم وما إذا كانوا يعانون من الملل في الإجازة . وكانت هذه آراء الطلاب عن كيفية قضاء أوقات فراغهم في الإجازة؟ "أ.ش" يدرس علاقات عامة 21 عاماً.. سألته: فيما تقضي وقت فراغك في الإجازة؟ أول شي أفكر فيه بعد انتهاء العام الدراسي هو السفر إلى أي مكان ساحلي واقضي هناك وقتا طويلاً حتى استرخي تمام وأجدد نشاطي لأعود من جديد إلى مدينتي واقضي باقي الإجازة مابين جلسات مع الأصدقاء وزيارات الأقارب لأعود من جديد للدراسة وقد جددت نشاطي تماما. ولكنن كانت طريقة قضاء أخوه "م.ش" 20 عالماً يدرس الطب لوقت فراغه مختلفة تماما فكان رده: أنا بالنسبة لي ارفع شعار لا لوقت للفراغ فأنا ليس لدى اصلا وقت فراغ فدائما أما ادرس أو اطلع على كل ماهو جديد في عالم الطب. ومعنى هذا أنت لا تفعل شيء في حياتك سوى الدراسة؟ إن دراسة الطب تأخذ كل الوقت ومع ذلك أنا أحياناً كثيرة اخرج مع اصدقائي واقضي أوقات معهم. فقلت له: إذن لديك وقت فراغ تقضيه مع أصدقائك؟ وقت الفراغ يعني لي وقت لا أجد شيء افعله فيه وأنا لم يصادفني وقت لا أجد شيء افعله فيه فحتى جلساتي مع اصدقائي لا اسميها وقت فراغ فأنا واضع لها وقتا محدد ومخصص لها إذن كيف تكون وقت فراغ. وعندما سألت "م.ع" 20 عام بقسم الإعلام كيف تقضي وقت فراغها في الإجازاة . قالت أنا دائما عندي وقت فراغ سواء في الدراسة أو الإجازة!! ومن أين لك بوقت الفراغ في ايام الدراسة؟ إن الدراسة في الكليات النظرية مثل الإعلام لايحتاج جهدا كبيرا مثل الكليات العملية ولذلك أنا أواجه شبح وقت الفراغ دائما ولا أجد أمامي سوى التليفزيون يفتح لي ذراعيه فأظل أمامه طوال وقت فراغي فانا اعشق مشاهدة التليفزيون منذ طفولتي. أنت تقضين بذلك وقتا طويلا في مشاهدة التليفزيون فهل تجدي فيه مايجذبك له وكيف لا تملي وقد اصبحت البرامج المسلسلات متشابهه؟ أنا أفضل مشاهدة المسلسلات حتى لو كانت متشابهه وافضلها فمن أين يأتي الملل. وعندما سألت "و.م" تدرس لغة عربية 19 عاماً : هل تعانين من الملل في الإجازة ام تستثمري وقتك في شيء معين؟ اجابت جائما اقول إن الانسان الذي يضيع وقته هو انسان غير مسؤول ولا يعرف قيمة ما يضيعه "فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" وفي عصرنا هذا إن لم تقطعه دمرك ونسفك فانا اقضي وقت فراغي سواء في الاجازة او الدراسة على حد سواء في دراسة اللغة العربية وتعلم الكمبيوتر وهذا هو الشيء الوحيد الذي يحفظ لي مستقبلا بعد تخرجي. وقال أخوها "س.م" يدرس سياسة واقتصاد 23 عاماً هذا الرد عندما سألته: وهل أنت الاخر تقضي كل وقت فراغك في تعلم الكمبيوتر مثل اختك؟ كنت في الماضي اقضي الاجازة في العمل وكنت احب جدا قضاء وفتي في تعلم الخبرات من العمل في الصيف ولكنن للاسف الا لايوجد اصلا فرص عمل للخريجين حاملي الشهادات الجامعية فهل لي ان الطالب تحصيل فرصة عمل لاكتسب خبرة طبعا مستحيل فغيري آلاف مؤلفة من الشباب الذي لا يستطيع الحصول على فرصة عمل حتى لايجاد قوت يومهم. ولكني الا اقضي معظم الوقت في التعرف على مايحدث في العالم ومتابعة الاخبار فهذا يفيديي كثيرا في مجال دراستي وايضا اعشق التصفح على الانترنت وهناك اجد كل ماهو جديد وغريب وكل ما احتاجه بالضغط على زر واحد. وعندما سألت "ب.ط" 17 عاما ً تدرس الثانوية العامة: فيما تقضي وقت فراغك وهل تشعري بملل في الإجازة؟ قالت : في ايام الدراسة لا اجد وقت فراغ لأني اقضي الصباح في المدرسة والمساء اذاكر وأقوم بواجباتي ولكن في الصيف يكون لدي وقت فراغ كبير إن لم يكن كل اليوم وقت فراغ. كنت في اول الامر اتخيل إن الواقع وردي واني سأفعل مثلما فعلت اختي الكبرىى فهي كانت تدرس وفي الاجازة تأخذ دورات لغة وكمبيوتر والان بعد تخرجها لا تجد اصلا عمل بالمرة لهذا قررت الا اتعب نفسي وسأقضي الاجازة ووقت فراغي اما التليفزيون والفضائيات او على الانترنت. أثناء حديثي مع الطلاب شعرت انهم ينقسمون إلى ثلاثة اقسام: القسم الأول: الشباب الكسول والذي لا يعرف قيمه الوقت ولا يحاول استغلاله في اي شيء مفيد فهذا النوع من محبي الاستلقاء على الاريكه أما التلفزيون وان تحرك وبعد عن الاريكه فهو يستلقى على مقاعد القهاوي والكافيهات. ولا يحاول حتى فعل شيء يفيده في مستبلقه بعد تخرجه. القسم الثاني: شباب يعرف جيدا قيمة الوقت ويراعي الله في وقته الذي سيحاسب عليه يوم القيامة ويدرك اهمية العلم وتعلم كل جديد حتى يستطيع مواكبه عصر التكنولوجيا وحتى يستطيع ان يخلق فرصه عمل لنفسه في وقت يصعب ايجاد فرص علم الا للكوادر واصحاب المهارات الخاصة في مجاله. ويعرف ايضا كيف يقضي حياته دون عقد او تحويلها لحياة دراسة وعلم باحته فهذا النوع من الشباب يستطيع التمته بحياته في كل المجالات وبكل الطرق لانه يعرف كيف ينظم وقته ويعرف قيمته جيدا. القسم الثالث: هو قسم الحائر بلا هوية او بمعنى آخر عندما يشاهد القسم الاول يحبط ويترك وقته يمر دون جدوى ولا فائدة منه وعندما يرى القسم الثاني يحاول ان يصبح مثله ولكنه في اغلب الاحيان يفشل لان القسم الثاني لايوجد كثيرا بين الشباب نظرا لظروف البطالة الموجودة في كل المجتمعات العربية. ان استثمار الوقت لا يقع على عاتق الشباب وحدهم فإن لم تكون تربيته في الاساس تقوم على قيمة الوقت فلن يعرف قيمته ابدا.