الطالبة علياء عبدالخالق من قسم اللغة العربية المستوى الثالث تقول: كنت أعيش حياة عادية علاقتي بديني لاتتجاوز الصلاة والصوم وكبرت على هذه الحال. أشعر دائما بفراغ داخلي يخنقني، دائمة الاكتئاب رغم تفوقي في الدراسة منذ المرحلة الابتدائية ولكن الفراغ بدأ معي منذ المرحلة المتوسطة، برغم أن أسرتنا كبيرة فنحن عشرة أفراد مع الوالد والوالدة، نجتمع طوال اليوم إلا أن تلك اللقاءات لم تقض على فراغي الداخلي برغم اجتماع الأسرة كل أسبوع في منزل أحد من العائلة. كل يتحدث عن شيء مختلف ولم أشعر بارتياح قط. في الصف الثاني ثانوي ذهبت مع خالتي للسوق وعند الصلاة وإغلاق المحلات جلست بجانبي امرأة مسنة في الستين من العمر أو أكثر من ذلك بقليل، أظنها لاحظت أنني مهمومة فسألتني عن مشكلتي فقلت لها لا شيء، فقالت لي: اعتبريني والدتك ربما أستطيع مساعدتك فأخبرتها بأني أشعر بفراغ كبير رغم انشغال وقتي كله. فقالت لي خصصي ساعة يوميا للتأمل فسألتها وفيم أتأمل؟ فأجابتني هل لديكم سطح؟ فأجبتها بنعم فقالت لي: خصصي ساعة كل يوم في أوقات مختلفة من اليوم واجلسي في السطح بمفردك وتأملي خلق الله تعالى من طيور وسماء وأرض وسيارات حتى العمارات التي بجوار منزلكم، فبهذه الطريقة سوف تشعرين بقرب الخالق البارئ منك ومع الوقت سيزول الفراغ من الداخل. حقا في البداية شعرت بسخرية داخلي من حديث المرأة ولكني جربت. ومع الوقت شعرت بتغيير كبير حيث لمست قدرة الله تتجلى في كل شيء حتى في النملة التي تسير على الجدار وبهذه الطريق بدأ الفراغ في داخلي يمتلئ وبدأ برنامجي اليومي يضم ساعتين من التأمل وبعد قضاء جميع واجباتي الجامعية والجلوس مع أسرتي أقضي ساعات أتأمل في إعجاز الله. فقد وجدته سبحانه وتعالى موجودا في كل شيء فهذا أزال ما بداخلي من فراغ وجعلني أقترب لربي أكثر فالتأمل نعمة من الله تعالى فلاتتركوها.