رفضت المسنة أم أحمد الاستلام للحاجة وانتظار العون من الآخرين، ومضت تعتمد على نفسها في تدبير شؤون حياتها من خلال تجهيز السمن البلدي وبيعه في إحدى زوايا سوق الباحة، وباتت المرأة العصامية مألوفة للمتسوقين على مدار العام خصوصا في الإجازة والأعياد. وتحفظ أم أحمد السمن في وعاء مصنوع من الجلد يستوعب أكثر من 13 كليو جراما من السمن البري المستخرج من الأغنام والأبقار. وبينت أم أحمد أن سعر الكيلو السمن البري من الأغنام ب 130 ريالا وسعر كيلو السمن من البقر 120 ريالا ويفضل الجميع سمن الغنم البري في تقديمه مع موائد الطاعم وفي الاحتفالات لمذاقه الرائع. وذكرت أم أحمد أن تحضير السمن يستغرق حوالي شهرا ونصف الشهر، للوصول إلى النكهة الممتازة، موضحة أن الجيل الحالي لا يعرفون القيام بإعداد وتجهيز السمن الطبيعي ويعتمدون على شرائه من السوق جاهزا، مشيرة إلى أن الإقبال على شراء السمن البري في عيدي الفطر والحج كذلك في الإجازات ومواسم الزواج أما بقية الأشهر يكون الإقبال قليلة. وأفادت أن السمن يمنح كل من يتناوله طاقة حرارية، ويفضل تناوله مع العسل والخبز والأطعمة الشعبية مثل الفتة. في حين، تمنت أم الوليد التي كانت تشتري من أم أحمد من الجهات المختصة أن تدعم البائعات وتخصص موقعا مناسبا لهن، مشيدة بالأسر المنتجة التي تعتمد على ذاتها في تدبير لقمة العيش، وعدم انتظار العون من الآخرين.