يعتبر "الأقط" أو البقل والسمن من أهم المنتجات الشعبية التي تحضر على مائدة إفطار رمضان للكثير من المواطنين. ورغم ما تقدمه الأسواق من منتجات حديثة ومتنوعة لا يزال سوق بيع المنتجات الشعبية بحفر الباطن متماسكا ومحافظا على رواده، ويأتي الأقط والسمن كأعلى المنتجات مبيعا، لأنهما يدخلان في تحضير "أكلة" تقدم على الإفطار بعد إضافتهما للتمر عن طريق الخلط والدعك، مما ينتج عنه "المعبوكة" التي لها مسميات أخرى كثيرة. وتقول أم سعود، إحدى البائعات في سوق المنتجات الشعبية بحفر الباطن: خلال شهر رمضان يكثر الإقبال على الأقط والسمن، وتتراوح الأسعار ما بين 50 إلى 80 ريالا للكيلو، ويقوم الكثير من البائعات بتصنيعه في المنازل، وكلها منتجات تأتي من حليب "الأغنام" وعن طريق التصنيع، فيما تقول أم محمد إن المنتجات الشعبية مشتقة من بعضها البعض، فيتم خض أو تحريك حليب الأغنام بواسطة "الصميل"، وهو كيس جلدي يصنع من جلود الحيوانات، وبعد عملية التحريك يكون الناتج هو "الزبد"، ثم يتم استغلال الكمية المتبقية من الحليب وغليها في إناء كبير وتحريكها حتى يكون الناتج ثقيلا ويتم تشكيلة براحة اليد لينتج لنا "الأقط"، ويتم بيعه بنوعيه، أقط طري وآخر قاسي أو "يابس"؛ فالطري يتم أكله مباشرة، أما القاسي فيتم طحنه وإدخاله مع أكلات أخرى. وعن عملية إنتاج وصنع السمن، تقول أم سعود: تتم عملية إذابة "الزبد" ثم غليه مع إضافة بعض المواد الأخرى، وأهمها الدقيق، ويفضل الغالبية اللون الأصفر الفاقع للسمن، ولهذا نضيف "الكركم" لينتج لنا هذا الخليط "السمن البلدي" الذي يحفظ فيما يعرف "بالعكة"، وهي كيس جلدي معالج بالدباغة ويحفظ السمن لفترات طويلة. وتضيف أم سعود أن هذه العملية لا تتوقف، فكل منتج يخرج منه بواق تشكل منتجا جديدا، وكل اثنين من المنتجات يخلطان ويعالجان ليظهرا لنا منتجا آخر مثل "الخلاصة" و"الكرثي". ويقول محمد الحربي، أحد المتسوقين: كانت هذه المنتجات تصنع محليا في كل المنازل، لكن مع مرور الزمن عزفت الفتيات عن تعلم طرق التصنيع، مما جعلنا نتوجه لسوق حفر الباطن للمنتجات الشعبية، وأنا أحرص على شراء الأقط والسمن رغم أنه يحتوي على سعرات حرارية عالية لكنها منتجات لها حضور على المائدة الرمضانية.