جازان المدينة الحالمة التي تأسر القلوب بجمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي، تبقى مميزة في كل تفاصيلها مناظرها الخلابة وجبالها الشاهقة وبحارها التي تعكس عذوبة الحياة تجعلها لوحة فنية تنبض بالحياة، ورغم هذا الجمال الطبيعي الأخاذ، تبقى الروح الحقيقية لهذه المنطقة متجسدة في رجالها ونسائها، بأصالتهم وكرمهم وتواضعهم الذي يعكس العفوية والجمال الداخلي. التعامل الراقي والبساطة في التصرفات هما ما يجعل أهل جازان مرآة صادقة لثقافة المنطقة المتعددة التي تجمع بين الحداثة والتقاليد، في كل مناسبة أكون في هذه المنطقة الجميلة تتجلى ملامح مميزة وخلال تدشين المكتب التنسيقي لجمعية كبدك الذي تم تدشينه مؤخراً تجلت ملامح جديدة لهذه المنطقة التي يتنامي فيها كل الجوانب الثقافة والعلم. أعيد القول افتتاح المكتب التنسيقي الجديد لجمعية "كبدك" في منطقة جازان أتى ليضيف بُعداً عملياً وإنسانياً لهذا الجمال، حيث يعكس جهوداً متواصلة لدعم صحة المجتمع وتعزيز الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين. جمعية "كبدك" التي تتخذ من العمل الخيري هدفاً نبيلًا، تُواصل تحقيق رسالتها عبر تقديم الدعم العلاجي والوقائي لمرضى الكبد، وإطلاق حملات توعوية شاملة حول أمراض الكبد وطرق الوقاية منها. كان افتتاح المكتب في جازان بمثابة خطوة جديدة تؤكد أهمية المنطقة بالنسبة للجمعية، إذ تُعد هذه المدينة محوراً رئيساً في المملكة لما تملكه من موقع استراتيجي وثقافي. ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا دعم أمير المنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الذي يحرص دائماً على تطوير جازان وتعزيز المشاريع التي تخدم سكانها وترفع من جودة حياتهم. اهتمام سموه بهذا المشروع يعكس رؤيته المتكاملة التي تسعى إلى دعم المجالات الصحية والتنموية كجزء من منظومة متكاملة تنهض بالمنطقة وأهلها. منطقة جازان ليست مجرد مكان يلفه الجمال الطبيعي بل هي حكاية إنسانية تعبر عن التحدي والطموح. سكانها الذين يمزجون بين العفوية وروح الإبداع ويشكلون ركيزة أساسية لأي مشروع يُقام ولايقتصر تميز المنطقة على طبيعتها فقط، بل يتجسد في تفاصيل الحياة اليومية وفي تلاحم المجتمع، حيث القيم الإنسانية والتعاون مشاعر راسخة بين أبنائها. افتتاح المكتب التنسيقي الجديد في هذه المنطقة الحالمة ليس مجرد منشأة تقدم خدمات علاجية، بل هو رسالة تعكس أهمية العناية بصحة الإنسان ورفع وعيه الوقائي. حيث ستركز الجمعية على تقديم خدمات صحية شاملة ومتطورة تواكب تطلعات أهل المنطقة وتلبي احتياجاتهم. من خلال هذا المشروع، سيتمكن العديد من المرضى من الحصول على الدعم اللازم، سواء في العلاج أو الوقاية، كما ستسهم الحملات التوعوية التي تقيمها الجمعية في الوصول إلى شرائح أكبر من المجتمع، ونشر المعرفة الصحية بين أفراده. ما يميز جازان حقاً هو قدرتها على احتضان التغيير والتطور مع الاحتفاظ بأصالتها وجذورها العريقة. وهذا الانسجام بين الأصالة والمعاصرة يجعلها المكان المثالي لتنفيذ مبادرات اجتماعية وصحية تعكس رؤية المملكة في تقديم خدمات متكاملة لكل المواطنين والمقيمين في كافة المناطق. يُذكر أن منطقة جازان شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل المشاريع التنموية التي تُشرف عليها قيادة حكيمة جعلت الإنسان محور اهتمامها. هذه المشاريع لا تتوقف عند البنية التحتية أو القطاعات الاقتصادية، بل تمتد لتشمل قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية، وهو ما يجعل من جازان مثالاً يحتذى به في كيفية تحويل الجمال الطبيعي إلى منصة للتنمية المستدامة. يُعد المكتب الجديد لجمعية "كبدك" مثالاً حياً على الشراكة بين العمل الإنساني والرؤية التنموية، حيث يجمع بين تقديم الخدمات الطبية وتعزيز الوعي الصحي. مثل هذه المشاريع لا تهدف فقط إلى علاج الأمراض، بل إلى بناء مجتمعات صحية قادرة على مواجهة التحديات الصحية وتحقيق التنمية الشاملة. جازان، بطبيعتها الحالمة وروحها المتفائلة، تستحق كل هذا الاهتمام وأكثر. فهي ليست فقط موطناً للجمال الطبيعي، بل أيضاً حاضنة للمبادرات الإنسانية والمشاريع التنموية التي تعكس رؤية المملكة الطموحة. يبقى الأمل كبيراً أن تستمر هذه الجهود لتشمل جميع مناطق المملكة، وأن تُصبح جازان نموذجاً يُحتذى به في التوازن بين جمال الطبيعة وقوة التنمية، و أثنى على رئيس غرفة جازان المستشار أحمد أبو هادي الذي يقف في ناصية المكتب التنسيقي للجمعية في جازان لخدمة اهالي المحافظة ويتمنى من رجال الأعمال الدعم لأنه للجميع، في نهاية المطاف، ستبقى جازان، الحالمة بكل تفاصيلها، منارة تُلهم كل من يزورها أو يعيش فيها. وبين جبالها الجذابة وبحارها المتدفقة وثقافتها الغنية، يتجلى مستقبل واعد مليء بالمشاريع التنموية التي تسعى لتحقيق جودة حياة أفضل لأهلها ولكل من يتعامل معها. * رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية * رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي