تمثل عصارة التمر أهم المأكولات الشعبية الجنوبية في عسير، وتحظى بشعبية وإقبال من المسنين، فهي مستخلصة من التمر، ويقوم الناس في بعض المناطق الجنوبية، خاصة ممن يسكنون في البادية، بتجميع عدة تمرات صغيرة وكبيرة، وتجفيفها، ومن ثم غليها على النار لأكثر من ست ساعات، ثم يجمعونها في قماش يعلق ثم يعصر التمر المجفف، وبعدها تأتي مرحلة غليان التمر، وتوزيعه في أوانٍ صغيرة إما للبيع أو للاستخدام، ويسمى في اللهجة الجنوبية (الربّ) وتتراوح أسعاره من عشرين إلى خمسين ريالاً للكيلو. وتقول أم أحمد إنها تعد الأكلة الشعبية التي يفضلها مسنو الجنوب منذ عشرات السنين، وتجمع أنواعاً من التمور بطرق طهي مختلفة، بعد مرورها بمراحل التجفيف، ومن ثم توزيعها في حافظات صغيرة حتى تحتفظ بالنكهة والرائحة التي تتميز بها، ويفضلها الغالبية أثناء تناولهم الإفطار، حيث يخلطونه بالسمن البري أو يأكلونه ممزوجاً مع الفول المدمس ولاسيما كبار السن، في حين يحبه آخرون مع الخبز. وشرح المسنّ أبو محمد أسباب تفضيله هذه الأكلة المشهورة من زمان، منذ أيام الفقر والجوع، قبل مئات السنين لما فيها من فوائد كثيرة للمعدة وتقوية الجسم، كما تكفيني هذه الوجبة يوماً إلى يومين، وتبقى وقتاً طويلاً محتفظة بطعمها اللذيذ، لأنها من شجرة طيبة، هي النخلة، واعتدنا تخزينها في أماكن مناسبة لتحتفظ بنكهتها وطعمها، وكأنها طازجة أعدت للتو. .. وجاهزة لتناولها