حملت ندوة «الأدب بين النخبة والنخبوية» التي نظمها مقهى عنوان الروقان بالتعاون مع الكلية التقنية بالرياض، وذلك ضمن مبادرة الشريك الأدبي، عناوين ومحاور متنوعة ومهمة تحدث عنها كل من: الدكتور نايف الرشدان، والدكتورة نجوى المطيري، ومدير تحرير الثقافة بجريدة الرياض الإعلامي عبدالله الحسني، في حين تولى الإعلامي محمد الشنقيطي إدارة الندوة. سلطت الندوة في محاورها الأساسية الضوء على مفهوم النخبة والنخبوية، وذلك من عدة زوايا لغوية، وأدبية، وثقافية، وتربوية، وإعلامية، وبحثت في أدوات تعزيز المعرفة، وإثراء الساحة الثقافية بشكل عام، والأدبية على وجه الخصوص، حيث تناولت محاور من أبرزها: مفهوم النخبة والنخبوية والأدب بين النخبة والنخبوية ودور المؤسسات التعليمة في صناعة النخب والإعلام ودوره في صناعة النخب. وركز الدكتور نايف الرشدان في المحور الأول على رسالة الأدب التي تعبر عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، الأمر الذي يتطلب من الأديب أن يكون جزءا من المجتمع وقريبا منه، وليس نخبويا، يعيش عن واقع وهموم مجتمع، قائلا: «النخبة هي خلاصة المجتمع وأقليته»، معرجا على الفرق بين النخبة التي يختارها المجتمع، والنخبة التي تختار نفسها، منوها بأن النخبة الحقيقية هي التي تقول للناس حسنا، وتأخذ بيد الفرد والمجتمع». من جهتها تناولت الدكتورة نجوى المطيري محور «الدور التربوي للمؤسسات التعليمية في صناعة النخبة» من خلال اتباع أساليب تعليمية تزرع في الطالب روح تحمل مسؤولية مجتمعه ووطنه وأمته من جهة، ومن جهة أخرى تخريج قادة على قدر التطلعات، قادرون على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى من خلالها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرَّاب الرؤية ومُلهمها. وأشارت المطيري إلى أن «مرحلة صناعة نخبة حقيقية تمتلك مهارة التفكير والتحليل النقدي، تبدأ في الحقيقة من الأسرة». وتطرق الأستاذ عبدالله الحسني إلى محور «الإعلام ودوره في صناعة النخبة والنخبوية» مركزاً على موضوع الندوة الأساس، منطلقا في حديثه من أهمية الإعلام كسلطة رابعة باختلاف وسائله المرئية والمسموعة والمكتوبة، وحقيقة الرسالة الإعلامية السامية التي تسعى لبناء وعي إعلامي وثقافي مجتمعي بغية الوصول إلى نخبة حقيقية تعي ما لها وما عليها تجاه مجتمعها ووطنها، تحمل رسالته، وتعبر عن واقعه. وأشاد الحسني بدور وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال مبادرة الشريك الأدبي التي وصفها ب «الفكرة العبقرية»، منوها بدورها العظيم في صناعة حراك ثقافي عظيم الأثر المجتمع، إضافة إلا أن المبادرة تساهم بشكل مباشر في تقليص الفجوة بين المجتمع والمثقفين، لصناعة النخبة لا النخبوية، لأننا في الحقيقة حسب قوله «لا نحتاج نخبة نخبوية، بل مواطنين فاعلين». وحظيت الأمسية بنصيب من عنوانها، حيث حضرها مجموعة كبيرة من النخب العلمية والتربوية والثقافية والأدبية والإعلامية في المملكة والوطن العربي. وأشار الحسني إلى أن الشريك الأدبي مبادرة أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في مارس 2021م من خلال عقد شراكات أدبية مع المقاهي. تهدف إلى ترويج الأعمال الأدبية بأسلوب مبتكر وفي متناول أفراد المجتمع -جعل الثقافة أسلوب حياة- وتعزيز قيمة الأدب في حياة الفرد، ودعم انتشار الكتاب السعودي محلياً وعالمياً، مما يسهم في رفع الوعي الثقافي بشكل مباشر من خلال تقديم فعاليات ومساهمات أدبية وثقافية لهم، تثري زيارتهم للمقهى وتجعل منها تجربة ثقافية مختلفة، وتمكنهم من التفاعل مع القطاع الثقافي. تفاعل الحضور مع الندوة بالعديد من المداخلات المهمة التي أسهمت في اثراء النقاش وتحويله في شكل تفاعلي مع الحضور. وفي ختام اللقاء قام نعمي النعمي من الشريك الأدبي وممثل الكلية التقنية بالرياض فيصل باجحزر بتكريم المشاركين وشكرهم. مؤكداً أن مبادرة الشريك الأدبي فرصة ثمينة لخلق شراكات مع قطاعات ذات علاقة. كما اعتبر باجحزر أن بادرة الشراكة التي تمت بين المقهى كشريك أدبي وبين الكلية التقنية بالرياض تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الكلية التقنية، وأنهم يرحبون بمثل هذه الشراكات المجتمعي التي تعزز دورهم في هذا الجانب. د. الرشدان: النخبة الحقيقية تأخذ بيد المجتمع د. المطيري: المؤسسات التعليمية تخرج قيادات مؤهلة الحسني: مهمة الإعلام صناعة وعي حقيقي