لم تكتف سوق الأغنام في محافظة حفر الباطن بشهرتها كإحدى أكبر الأسواق المتخصصة في الشرق الأوسط لبيع المواشي، بل اكتسبت مكانة كبيرة كإحدى أكبر أسواق بيع السمن والأقط؛ حيث تتم الاستفادة من الحليب الذي توفره الآلاف من رؤوس الماشية التي تذخر بها المنطقة بشكل عام. حفر الباطن. عبدالله الفهيد اللافت أن عددا كبيرا من الباعة هم من النساء اللاتي اكتسبن شهرة واسعة وأصبح لديهن زبائن يأتون إليهن من أماكن بعيدة. ويعد السمن أحد أهم منتجات الألبان، وهو ذو عائد اقتصادي كبير نظرا إلى فوائده الغذائية واستخداماته الكثيرة، ويأتي السمن الأصفر البري كأكثر أنواع السمن طلبا يليه السمن الأبيض. أما الأقط فهو أحد طرق الاستفادة من وفرة الحليب؛ حيث يخض الحليب حتى يصير لبنا. ويتم تقديمه مع الشاي أو يتم طحنه بودرة بعد إعداده وتنشيفه ثم يؤكل مع التمر. الأغنام أفضل وقال حمود الرشيدي الذي يمتهن بيع السمن والأقط منذ 20 عاما إنه يشتري السمن البري النظيف جدا والأقط بكميات كبيرة من أهل البادية الذين يتعامل معهم منذ أعوام طويلة لدرجة أنهم يحضرون له ما يريد من هذه المنتجات إلى منزله ثم يبيعها على زبائنه الذين يتوافدون عليه خصوصا الكويتيين الذين يحجزون ما يرغبونه هاتفيا. ولفت إلى أن السمن البري الأصفر هو الأكثر طلبا من قبل الزبائن ويتراوح سعر الكيلوجرام منه بين 80 و85 ريالا، ثم يليه السمن الأبيض، ويتراوح سعره بين 90 و100 ريال، وأضاف أن هناك سمنا مستوردا خاصة من سورية لكنه لا يبيعه ويتراوح سعره بين 40 و50 ريالا. وذكر أنه يبيع خلال الأسبوع من السمن والأقط نحو 16 كيلوجراما تقريبا، ويرتفع الرقم كثيرا في المواسم خاصة رمضان ووقت ظهور الكمأ أو الفقع. أما السيدة أم محمد فتشتري هي الأخرى السمن البري والزبد واللبن من أشخاص معينين من أهل البادية تثق بهم وتتعامل معهم منذ أعوام، لأنها تحرص على بيع بضاعة جيدة وخالية من الشوائب لزبائنها الذين يتعاملون معها أيضا منذ أعوام طويلة ويتوافدون عليها من مناطق عدة. وأشارت إلى أنها تبيع الكيلوجرام ما بين 90 و100 ريال. وذكرت أن أفضل أنواع السمن هو المستخلص من حليب الغنم التي لا تشرب الماء في الربيع. أما الأقط فيعتمد سعره على جودته، كما تقول، ويتراوح ما بين 45 و60 ريالا للكيلو الواحد، مشيرة إلى أن الجميع أصبح الآن يميز بين المنتج الجيد والرديء. أم رقيبة وأضافت أم عبدالهادي التي تمتهن بيع السمن والأقط منذ ثمانية أعوام أنها تشتري الزبدة من أشخاص تعرفهم تمام المعرفة ثم تصنع السمن الأصفر والأبيض في منزلها لتبيعه في السوق. وعن طريقة تحضيرها للسمن: «أضع كمية الزبد لمدة يومين في الثلاجة بعد ذلك أخرجه وأبقيه لفترة حتى يتمدد قليلا بعد ذلك أضعه في وعاء آخر وأضعه على نار هادئة حتى يذوب تماما ثم أضيف إليه قليلا من الملح والطحين ويتم تحريكه بشكل مستمر حتى يتم عزل السمن ويبقى اللبن الشوائب في قاع الوعاء، وتضاف بعد ذلك بعض المواد الخاصة لتكسبه اللون الأصفر أو تركه دون إضافات إذا أردناه أبيض». وتشتري أم عبدالهادي الأقط بالخيشة التي تحوي نحو 16 كيلوجراما بعد ذلك توزعه على أكياس صغيرة كل واحد منها به كيلوجرام واحد ثم تبيعه بعد ذلك ب 50 ريالا. وذكرت أن نشاطها يمتد إلى مهرجان أم رقيبة؛ حيث تبقى هناك ثلاثة أيام من كل أسبوع ويزداد الطلب على هذه المنتجات. وفي إحدى زوايا السوق كانت أم محمد العنزي تبيع بضاعتها من السمن والزبد واللبن والخاثر «الروب» والأقط: «أحضر يوميا إلى السوق منذ ساعات الفجر الأولى وأبقى حتى صلاة العشاء، حيث أحرص على كسب رضا زبائني والمحافظة على السمعة الجيدة التي اكتسبتها من بيع منتجات ذات جودة نوعية». وتبيع أم محمد الخاثر بالسطل الذي يحوي ثلاثة كيلوجرامات ما بين 25 و 30 ريالا، أما اللبن فتبيع القنينة الكبيرة بعشرة ريالات والسمن الأبيض ب 100 ريال .