المايسترو عبده مزيد قائد فرقة الإذاعة والتلفزيون في جدة زامل مشوار فنان العرب طويلا منذ تخرجه من مدرسة موسيقى الجيش في الطائف تحت إدارة العميد طارق عبدالحكيم، وكان واحدا من أول جيل موسيقي سعودي تتألف منه فرقة وتريات موسيقية سعودية، إذ لم يكن قبل العام 1960 إلا فرقة الجيش النحاسية. عبده مزيد رافق محمد عبده وطلال مداح وكثيرا من نجوم الغناء السعودي والعربي، أما مع محمد عبده فكان المشوار الأطول في الحياة الفنية الموسيقية المشتركة، حيث قاد الأوركسترا في الحفلات هنا وهناك، وفي الاستوديوهات لمحمد عبده، وكثيرا ما كان ينوت أغنيات محمد عبده للأغنيات الجديدة التي لم يكن محمد عبده قام بتنويتها في بيروت أو القاهرة، أو أن يحدث أن تطلب أغنية ما.. في المناسبة ولم تكن نوتتها متوفرة ساعتها، فيقوم بسماع اللحن من محمد عبده على العود ومن ثم يتم تصويرها مجموعة نسخ لتكون أمام كل الآلات الموسيقية. وعبده مزيد مع عبده قصة طويلة، فهو يكاد يكون أكثر من رافقه في الحل والترحال في مشواره الطويل مع الفن عازفا وقائدا ومنوتا لنوت أغنياته، وكان أشهر ما نوته لمحمد عبده أغنية «ضناني الشوق» من ألحان الفنان اليمني الكبير الراحل محمد مرشد ناجي. ومما أستطيع ذكره هنا أن عبده مزيد أحد مجموعة السهر في دار محمد عبده و«بشكة البلوت» التي كانت تضم الكثير من أصدقاء محمد عبده، ومنهم: عمر شلاح، محمد شفيق رحمه الله، فريد مخلص، محمد شاكر، الدكتور ياسر سلامة، وعبده مزيد، وهذان الأخيران «الحاضران في تلك المساءات الجميلة غير لاعبي بلوت». وكان عبده مزيد الذي يصر على مواصلة التدخين رغم منع محمد عبده التدخين في صالونه، فيذهب إلى خارج «صالون البشكة» للتدخين، ولك أن تعد عزيزي القارئ كم مرة هي التي يغادر الصالون فيها مدخن شره هو عبده مزيد في كل ليلة. عبده مزيد موسيقار لحضوره في كل مهرجان أو استوديو أو إذاعة أو تلفزيون نكهة خاصة تذاب فيها الكثير من الأضداد؛ مثل الوفاق والخلاف بين الأعضاء الموسيقيين والإذاعيين أو حتى الفنانين ومهندسي الصوت، وما إلى ذلك. فمعظم أعمالنا الغنائية الكبيرة ولدت من رحم إبداع موسيقيينا الكبار الذين كان عبده مزيد ومحمد شفيق رحمه الله في مقدمتهم كمايستروهات وقادة حاملين عصا القيادة الموسيقية.