لم أكن أتمنى كخليجي.. وعربي.. ومسلم.. أن تصل الأمور بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين شقيقتها قطر إلى ما وصلت إليه بعد جهود مضنية بذلتها في إقناع قطر بضرورة الانضواء تحت مظلة المصلحة العليا لدول وشعوب الخليج أولا.. وكذلك الدول والشعوب العربية التي أبدت الكثير من التحفظات خلال السنوات الأخيرة الماضية على بعض تصرفات الشقيقة وسياساتها وطريقة تعاملها مع قضايا المنطقة ولا سيما الأمنية منها. وإذا كانت المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قد توصلت إلى قناعة نهائية بعدم جدوى الجهود المضنية التي بذلت مع الأشقاء القطريين لإثنائهم عن الاستمرار في تلك السياسات والممارسات وبالتالي دفعتها إلى سحب سفرائها من الدوحة.. ليأسها من إمكانية تغيير تلك السياسات والممارسات.. فإن على قطر وحدها ودون غيرها أن تتحمل نتيجة هذا الإجراء الذي ما كنا نتمنى أن يحدث.. بل كنا نتمنى أن يؤدي اجتماع الرياض بتاريخ 19/1/1435ه وتوقيع قطر على الاتفاق الذي باركته جميع دول الخليج إلى التزام الشقيقة بمضامينه حفاظا على اللحمة الخليجية.. وتأمينا لسلامة واستقرار المنطقة.. لكن ما حدث كان غير كل هذا. لذلك نقول.. إن حالة نفاد الصبر الخليجية هذه كان لا بد أن تضع حدا للأعمال التي تمس أمن دولنا وسلامة شعوبنا.. وتجنب قطر نفسها والشعب القطري مغبة ما تقود إليه تلك السياسات والممارسات الضارة بأمن الجميع.. متطلعين إلى أن يراجع الأشقاء القطريون مواقفهم وسياساتهم تلك وسوف يجدون من إخوانهم في الخليج وفي المنطقة العربية عند ذاك كل التقدير والتعاون لأنه لا مصلحة لدولنا وشعوبنا في الانقسام.. فضلا عن أن يعمل بعضنا ضد البعض الآخر.. وذلك أمر غير مقبول.. ولا يمكن التهاون أمامه.. أو السكوت عليه بعد اليوم. ضمير مستتر: [ لا تراخي أمام مهددات الأمن والسلامة ولا تسامح مع المخلين بهما].