أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي في دورته الثانية عشرة بعد المئة والذي اختتم اعماله امس بجدة أن دول مجلس التعاون تنظر إلى ان مايحدث في ايران بعد الانتخابات الاخيرة شأن داخلي صرف وان دول مجلس التعاون دأبت على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية واضاف العلوي في رده على" الرياض "ان كل مايظهر في الاعلام الايراني عن احتضان بعض دول الخليج لمايسمونه بأفراد الثورة المخملية يظل كلام اعلام ولن نأخذه محمل الجد وستظل دول المجلس في موقفها تجاه إيران وحول تصاعد الازمة بين العراق وسوريا قال العلوي نتمنى ان تكون أزمة عابرة وتنتهي قريبا مشيرا الى جهود خليجية غير معلنة لحل هذه الأزمة. الامين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية نفى أن تكون ايران قد تقدمت بطلب لايقاف المشاريع الخليجية العملاقة في الخليج العربي بسبب تأثيرها على مياه الخليج وبين العطية ان امانة المجلس لم تتلق لا من إيران او غيرها طلباً كهذا موضحا ان هناك منظمة إقليمية تهدف الى حماية البيئة البحرية تضم في عضويتها جميع الدول المطلة على الخليج بما فيها إيران تُعنى بمثل هكذا مواضيع. وكان المجلس قد اختتم أعماله ببيان ختامي حمل عدداً من المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حيث أكد البيان مجدداً دعمه للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية -حفظه الله - في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في دولة الكويت ، مثمنا ما تحقق على صعيد المصالحة العربية ، وعودة اللحمة والتضامن إلى الصف العربي لمواجهة الظروف العصيبة بإرادة عربية جماعية قوية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر. ورفع المجلس الوزاري لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله ورعاه - و صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ،وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، والشعب السعودي العزيز ، التهنئة بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ، مساعد وزير الداخلية من محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها سموه. مدينا بشدة تلك المحاولة البشعة ، التي شاءت إرادة الله العلي القدير أن تفشل في تحقيق أهدافها . ولن تفلح هذه العمليات الإرهابية في ضرب الأمن والطمأنينة والاستقرار ، الذي تنعم به المملكة العربية السعودية ، في ظل قيادتها الحكيمة ، التي لم تأل جهدا في عمل كل ما من شأنه ، أن يحقق أسباب الرفاهة والأمن والأمان ، للمواطنين والمقيمين على أراضيها . وأشار البيان أن ما تقوم به هذه الفئة الضالة ، والمنبوذة في مجتمعات دول المجلس من أعمال إجرامية يدل وبدون ادنى شك على انحرافها عن النهج القويم والصراط المستقيم ، مؤكدا في الوقت نفسه على المواقف الثابتة لدول المجلس التي تنبذ الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره ، وأياً كان مصدره ،لافتا إلى أن التعاون البناء والمثمر والمتواصل بين الأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون ، قد أسهم في الحد من تحركات العناصر الإرهابية ، بل وأحبط مخططاتها الإجرامية ، خدمة لأمن واستقرار دول المجلس وشعوبها .ويؤكد المجلس الوزاري وقوف دول المجلس وتضامنها مع المملكة العربية السعودية ، في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ، باعتبار أن أمن المنطقة كل لا يتجزأ ورحب المجلس الوزاري بالنتائج الايجابية للاجتماع الوزاري المشترك الأول لدول مجلس التعاون ورابطة الآسيان الصديقة ، وأعرب عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها مملكة البحرين في الإعداد والتنظيم الممتاز لأعمال الاجتماع ، مؤكدا أهمية ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي للاجتماع والرؤية المشتركة للعلاقات بين الجانبين وعلى أهمية تطوير العلاقات بينهما نحو بناء شراكة جديدة على النطاقين الإقليمي والدولي في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية تحقيقاَ للمنفعة والمصالح المشتركة بينهما . كما رحب المجلس بما تضمنه البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون والجمهورية التركية الصديقة، والذي عقد يوم 8 يوليو 2009م ، في مدينة إسطنبول ، وما تم التوصل إليه من نتائج ، في مختلف المجالات السياسية والإستراتيجية والاقتصادية والثقافية. كما تعرض البيان الى مستجدات مسيرة العمل المشترك ، منذ انتهاء أعمال دورته الماضية ، في عدد من المجالات ، وأبرز التطورات الإقليمية والدولية . ففي الجانب السياسي ، ، جدَّد المجلس تأكيده على مواقفه الثابتة والمعروفة ، والتي عبَّرت عنها كافة البيانات السابقة ، والتي تتمثَّل فيما يلي تجاه احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ، أكد المجلس الوزاري على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، متطلعاً إلى استمرار المشاورات بين الدول الغربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الشأن ، معرباً عن أمله في التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة . وجدد المجلس التأكيد على حق الدول في امتلاك التقنية النووية للاستخدامات السلمية .كما تناول البيان تطورات العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأكد مُجدَّداً على أهمية الالتزام بمبادئ وسياسات حسن الجوار ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وحل الخلافات بالطرق السلمية ، متطلعاً إلى أن تثمر التوجهات السياسية المعلنة إلى واقع عملي ملموس ، وبما يسهم في بناء وتعزيز جسور الثقة بين دول المجلس وجمهورية إيران الإسلامية. وفي الشأن العراقي جدَّد المجلس تأكيد مواقفه الثابتة تجاه العراق ، والمُتمثِّلة في احترام وحدة العراق ، وسيادته ، واستقلاله وسلامته الاقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ودعوة الآخرين لاتباع النهج ذاته ، والحفاظ على هويته العربية والإسلامية .كما أدان المجلس عمليات التفجير التي تعرضت لها بغداد وبعض المدن العراقية مؤخراً، آملا بأن يتحقق للعراق استتباب الأمن والاستقرار ، والإسراع في إنجاز المصالحة الوطنية ضماناً لإنجاح العملية السياسية الشاملة لكافة أبناء الشعب العراقي، بما يعود عليه بالأمن والأمان. وحول الحالة بين الكويت والعراق، شدًد المجلس الوزاري على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة .وحول الأوضاع في اليمن استعرض المجلس الوزاري رسالة معالي وزير الخارجية في الجمهورية اليمنية الشقيقة ، وعبَّر عن دعمه الكامل لوحدة وأمن واستقرار اليمن الشقيق ، وأكد المجلس مُجدداً على دعم دوله لكافة الجهود الهادفة لتعزيز الحوار وتغليب المصلحة الشاملة ، وقد كلف المجلس الوزاري الأمين العام لمجلس التعاون لزيارة صنعاء للتشاور مع الحكومة اليمنية كما تناول بيان المجلس القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الاوسط حيث اشاد بمضامين الرسالة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - إلى فخامة الرئيس محمود عباس ، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة "فتح" في بيت لحم ، خاصة وأنها جاءت في توقيت هام تمر به القضية الفلسطينية ، وانسجاماً مع مواقف دول المجلس المساندة والداعمة للحق الفلسطيني فضلاً عن النداءات المتكررة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - يحفظهم الله - وتأكيداتهم على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الحصن والدرع الواقي لقضيتهم العادلة . وثمن المجلس الوزاري عاليا الدعم السخي الذي قدمته المملكة العربية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمتمثلة في القافلة الإغاثية والتي تحمل 352 طنا من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية ، والتي تأتي ضمن حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وطالب المجلس الوزاري الحكومة الإسرائيلية الجديدة الالتزام بمبدأ حل الدولتين ، فلسطينية وإسرائيلية ، تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام ، لتحقيق سلام عادل وكامل وشامل ، يرتكز على مبادرة السلام العربية ، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، ومبدأ الأرض مقابل السلام كما طالب المجلس الوزاري ، أيضا ، الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في الجولان العربي السوري المحتل ، إلى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ، ومما تبقى من الأراضي العربية المحتلة في جنوب لبنان وأعرب المجلس عن قلقه لاستمرار تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، وطالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه رفع الحصار الجائر ، والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع .كما ثمن المجلس الوزاري المساعدات السخية التي قدمتها مملكة البحرين للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والبالغة 23 مليون دولار مساهمة منها في إعادة إعمار قطاع غزة وتخفيف المعاناة التي يعاني منها جراء الحصار المفروض عليه . واعتبر المجلس الوزاري ان الدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ، يعبر عن المواقف الايجابية التي تعكس مبادرات دول مجلس التعاون الداعمة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي الشأن اللبناني أشاد المجلس الوزاري بسير لبنان الشقيق قدماً في تنفيذ بنود "اتفاق الدوحة"، وعبَّر عن دعمه للبنان في سعيه لتشكيل حكومته ، متطلعاً إلى أن يحقق ذلك ما يصبو إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء .وعن الصومال ، ذكر البيان قلق دول الخليج من استمرار تدهور الأوضاع في الصومال ، وما ينتج عن ذلك من مُعاناة إنسانية لأبناء الشعب الصومالي ، وأكد المجلس تأييده للرئيس المنُتخب وحكومته الشرعية ، في الوقت ذاته أكد على أهمية الحوار الوطني بين كافة الأطراف الصومالية لإيجاد أرضية مشتركة لاستقرار الصومال وتنميته . و اطلع المجلس على تقرير عن مستجدات مشروع الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون ، الذي بدأ التشغيل الفعلي لمرحلته الأولى ، وهي الربط الكهربائي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ودولة الكويت في شهر يوليو الماضي ، وُتجرى الترتيبات لحفل تدشينه أثناء الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى ، المُقرَّر عقدها بدولة الكويت أواخر هذا العام . كما اطلع المجلس على التقرير السنوي لهيئة التقييس لدول المجلس عن أنشطتها وإنجازاتها لعام 2008م . كما رحب المجلس في بيانه بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون ورابطة التجارة الحرة الأوروبية ( EFTA ) الصديقة، والتي تضم في عضويتها كلاً من سويسرا والنرويج وآيسلند وليختنشتاين، بتاريخ 22 يونيو 2009م ، في مدينة هامر النرويجية ، لما ستعود به من مصلحة على الجانبين . وفي مجال شؤون الانسان والبيئة اطلع المجلس الوزاري على الخطوات المُتَّخذة من قبل الدول الأعضاء ، لمتابعة قرارات المجلس الأعلى ، في مجال استخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية . كما اطلع على آليات التعامل مع الوباء المعروف بأنفلونزا الخنازير (H1N1) . وعبَّر عن ارتياحه للإجراءات الوقائية والعلاجية ، التي اتخذتها الدول الأعضاء في هذا الخصوص . وكان أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصلوا إلى جدة مساء أمس، فقد وصل معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر، ومعالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي عبدالله، وسمو الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية في مملكة البحرين، وسمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش . وكان في استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية ورئيس المراسم في وزارة الخارجية السفير علاء الدين العسكري ومدير عام فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب .