تزخر أحياء المملكة بالعديد من المواهب في مختلف الألعاب بشكل عام ورياضة كرة القدم بشكل خاص، فقد تخرج الكثير والكثير من اللاعبين الموهوبين الذين تسابقت عليهم دول الجوار لمنحهم الهوية الوطنية ليتسنى لهم تمثيل أنديتهم ومنتخباتها، ورغم تأخر هذه الخطوة، إلا أنها ستفيد الرياضة السعودية بشكل كبير بعد أن أوصت رابطة دوري المحترفين السعودي لأندية الدرجة الأولى اعتماد مشاركة اللاعب المحترف غير السعودي (الأجنبي) واللاعب من مواليد المملكة العربية السعودية كلاعب أجنبي، وذلك اعتبارا من الموسم الرياضي الجديد في منافسات دوري ركاء، على أن يتم الرفع إلى مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم ومنه إلى الجهات ذات العلاقة لاعتماده رسميا، مع منح مجلس إدارة الاتحاد السعودي حرية اختيار عدد اللاعبين المشاركين مع كل ناد، وقد خرجت الملاعب الترابية في جدة الكثير من تلك المواهب مثل اللاعب عبدالله عمر، الذي ولد وترعرع في حارات جدة حيث كان لاعبا في فريق شباب النزلة ليلتحق بفريق المحرق البحريني ليحصل على الجنسية البحرينية ليدافع عن ألوان المنتخب البحريني، ثم يستقر به الحال في نيوشاتل السويسري، كلاعب محترف ليستعين بعد ذلك نادي الاتحاد به كمحترف في الفريق، ولا يختلف الحال عن السنغالي محمد الماس الذي ترك جدة بعد أن حمى عرين فريق البعداني أحد أشهر فرق جدة ليستقر به الحال في السد القطري وتمثيل المنتخب العنابي في الاستحقاقات الدولية، كما يلعب حاليا اللاعب يوسف أحمد، المولود في المدينةالمنورة، حيث مثل فريق طيبة ثم انتقل إلى قطر وتم منحه جنسيتها، والسوداني فيصل عبدالوهاب، يدافع عن ألوان الخور وكان يلعب لفريق السد العالمي بجدة، والتشادي محمد دبره يمثل الريان وكان يلعب لفريق العربي بجدة، والإريتري أحمد كحيل، يمثل الجزيرة الإماراتي، إلى جانب أحمد عطرون الذي انضم للوصل الإماراتي. من جهة أخرى، أفصح عدد من الرياضيين عن تفاؤلهم بهذه الخطوة والتي تصب في صالح الرياضة السعودية لاتساع رقعة المنافسة في لعبة كرة القدم ودمج أبناء المقيمين في المجتمع السعودي والتخلص من أي فوارق تعيق تطوير الرياضة السعودية. في البداية، أكد رئيس نادي الشباب خالد البلطان أن هذه التوصية مهمة جدا لدعم الأندية السعودية بالمواهب حيث هناك الكثير من المواهب الرياضية في الأحياء تحتاج لصقل ودعم لاستفادة منها بالشكل الصحيح وهذه الخطوة استفادة منها الدول المتقدمة رياضيا مثل ألمانيا وفرنسا وأمريكا وإنجلترا لذلك يجب نسخ تلك التجارب والاستفادة منها وتطبيقها بالشكل الذي يضمن لأنديتنا الاستفادة وتطوير الألعاب بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، كما أوضح رئيس نادي الاتحاد السابق المهندس إبراهيم علوان أن الأدوار التي يقوم بها اتحاد الكرة كبيرة وواضحة بدمج المقيمين في المجتمع الرياضة في لعبة يحبها الجميع والتي ستنتج عنها الكثير من البوادر الإيجابية والتي تأتي في مقدمتها دعم المنتخبات الوطنية والأندية، حيث إن السماح للمواليد من أبناء المقيمين بممارسة الرياضية في الأندية السعودية من أهم الخطوات التي ستحقق فوائد جمة للكرة السعودية والكل شاهد كيف أن الدول الخليجية استفادت استفادة كبيرة من عملية التجنيس. ومن جانب آخر، أوضح نائب رئيس نادي الوحدة رامي التونسي، أن القرارات سيكون لها مردود جيد على الرياضة السعودية، متمنيا أن يصاحب هذه الأفكار مشاريع استثمارية خاصة أن دوري الدرجة الأولى سيتحول إلى دوري للمحترفين، والأندية التي تلعب فيه تعاني بشكل كبير من عدم وجود موارد مالية ومقدمات العقود للاعبين، والتي تشكل عبئا كبيرا على إدارات الأندية وتتيح للاعب الانتقال بمجرد دخول الستة أشهر قبل انتهاء عقده، مطالبا اتحاد الكرة أن يعمل على تنمية الموارد. ووصف نائب رئيس نادي النصر العميد متقاعد فهد سليمان المشيقح، قرارات اتحاد كرة القدم بأنها تمثل نظرة للمستقبل وأنها تصب في صالح الكرة السعودية «وتابعت القرارات وأرى أنها إيجابية فهي تعد إلى مرحلة أخرى من إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها»، مشيرا إلى أن هناك أسماء بارزة عاشت في هذا الوطن وتستحق أن يكون لها دور في المشاركة والانضمام للأندية ومن ثم في المنتخبات بعد أن أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا الوطن.