كشف الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، في إطار المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب اجتماع مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أمس الأول، عن اتجاه نية اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية السعودية للموافقة على تسجيل ومنح الفرص لعدد محدود في كل ناد من مواليد المملكة العربية السعودية في مختلف الألعاب بما فيها كرة القدم.. وبين سموه بأن هذا التوجه سيتم بحثه ودراسته في اجتماع قادم للاستفادة من أصحاب المواهب الرياضية من المولودين في المملكة من غير السعوديين «من غير حاملي الجنسية السعودية».. وتعتبر هذه الخطوة في حال موافقة الجهات المعنية عليها بمثابة فتح باب الاستفادة من هذه المواهب في المسابقات والمنافسات السعودية الرياضية .. وهي فئة ولدت على أرض المملكة واتجه قسم منها إلى دول أخرى.. وتم استقطابهم وتسجيلهم في الأندية الخليجية على وجه الخصوص.. وكان آخرهم «المحترف البحريني» عبد الله عمر الذي ولد في المملكة وتطور مستواه الكروي فيها وفي جدة تحديدا.. ثم اتجه إلى البحرين وحصل على جنسيتها .. وقام نادي الاتحاد بتسجيله والتعاقد معه كلاعب أجنبي. «عكاظ» ومن هذا المنطلق جالت في مدينة جدة، وتحديدا حي النزلة الذي ولد وترعرع فيه العديد من المقيمين الموهوبين في كرة القدم ممن يمتلكون مواهب فطرية وطاقات جسدية ورغبة في التفوق ما أهلهم لنيل الإعجاب بعد أن اتخذوا من الحواري وأنديتها الترابية ملاعب لهم، ما نتج عنه بروز العديد من الأسماء التي باتت علامات بارزة في جبين الكرة الخليجية والقطرية في مقدمتها، وليس أدل على ذلك من اللاعب المحترف حاليا في صفوف الاتحاد عبد الله عمر (تشادي) الذي ولد وترعرع في جدة حيث كان لاعبا في فريق شباب النزلة إلى أن تم اكتشافه من قبل أحد الخليجيين ليلتحق بفريق المحرق البحريني ومن ثم يحصل على الجنسية البحرينية ليمثل فيما بعد منتخبها، ثم نيوشاتل السويسري لتحط به الرحال أخيرا كمحترف في نادي اتحاد جدة، كذلك اللاعب محمد الماس (سنغالي) الذي غادر جدة منذ خمس سنوات وكان حارسا لفريق البعداني أحد فرق الحواري في جدة، والآن اسمه محمد الصقر ويلعب لنادي السد القطري وحارس مرمى منتخب قطر الأول. وقس على ذلك الكثير من مثل تلك المواهب التي فرطنا فيها لصالح فرق ومنتخبات خليجية نحن الأحوج بها. في البدء التقينا باللاعب الموهوب حسن جبريل أحد لاعبي فريق (شباب النزلة) الذين ينتمون إلى الجنسية التشادية من مواليد حي النزلة عام 1996 وتركنا له حرية الحديث فقال: ما زلت اتخذ من الحارة ملعباً لي حالما بأن يحتضني الاستاد الكبير بعد أن أشاد بي عدد من لاعبي الاتحاد والأهلي، ظللت أحلم كوني أعلم سلفاً أن الحواري أنتجت معظم اللاعبين الكبار بمنحي الفرصة للعب في أحد الأندية الكبيرة، وها هو قرار الاتحاد السعودي الجديد يفتح بقعة ضوء أمامي لتحقيق هذا الحلم الذي طالما تمنيت تحقيقه. بدوره يقول عبدالله موسى من مواليد 1991: طموحي لا تحده حدود، أثق في قدراتي، لهذا أتطلع إلى الآفاق العالمية، أحلم كثيرا بمانشستر وبرشلونة، أرى فيهما الدافع إلى الاستزادة من التمارين والتفوق وصقل الموهبة، وأرجو من الله أن يتم ذلك من خلال الأندية السعودية التي ولا شك سيكون لي شرف خدمتها حيث أعد نفسي أحد أبناء المملكة التي فتحت عيني على سمائها وافترشت أرضها وترعرعت بين جنباتها. عصام حسن من مواليد 1996 الذي رغب إداري أحد الأندية باللعب في فريقه حكى مأساته قائلا: النظام حال دون استيعابي في ذلك النادي الشهير، لقد قتل موهبتي، كنت أتمنى من الجهات المسؤولة أن تستثني موهبتي وموهبة من هم مثلي بالسماح لنا باللعب في القطاعات السنية حتى تتجلى مهاراتنا، وها هو الحلم يتحقق أخيرا بفضل الله وأرجو أن أكون أحد الأسماء التي ستمثل أندية المملكة. محمد حسن عطرون البالغ من العمر 19 عاما قال إنه اتجه إلى الدراسة بعد محاولات يائسة مع الأندية، لكنه لم ينس عشقه الأول الكرة فهو يمارسها في كل سانحة لحبه لها وللمحافظة على لياقته عسى أن يجد فرصة في قابل الأيام بعد منح الفرصة لنا نحن المقيمين في المملكة. حارس فريق شباب النزلة علي محمد صالح (يمني) قال بدوره: كثيرا ما قرأت نقداً لاذعاً للمنتخبات التي تقوم بالاستفادة من لاعبين لا يحملون الجنسية الأصلية لمنتخباتهم، بينما الحقائق تقول إن السعودية من أوائل الدول التي استفادت من نظام تجنيس اللاعبين، فحينما منحت الجنسية السعودية لبعض اللاعبين الذين خدموا الكرة السعودية كثيرا حتى باتوا من أشهر اللاعبين في آسي، وتساءل علي: المملكة تستفيد من أطباء ومهندسين وأساتذة مجنسين، فلماذا لا تسعى للاستفادة من لاعبين قادرين على الرقي بمستوى المنتخب السعودي؟ وأردف علي: هذا كان حال لساني فيما مضى، أما الآن فالفرحة لا تسعني بعد صدور الموافقة على تسجيل اللاعبين المولودين في المملكة من غير أبنائها وأتمنى أن أجد لي ولأقراني مكانا من الكبار في عالم الكرة. من جانبه، قال إداري الفريق السيد آدم: قطر أثبتت أنها على درجة من الدراية فقد منحت فرصة للاعبي حواري جدة من المقيمين فيها باستقطابهم كي يلعبوا بصورة قانونية في أنديتها ومنتخبها، فهناك على سبيل المثال لا الحصر: اللاعب يوسف أحمد من مواليد المدينةالمنورة حيث كان يلعب لفريق طيبة بالمدينةالمنورة ثم انتقل إلى قطر وتم منحه جنسيتها، وفيصل عبدالوهاب (سوداني) في الخور القطري وكان يلعب لفريق السد العالمي بجدة، ومحمد دبره (تشادي) في الريان القطري وكان يلعب لفريق العربي بجدة، وأحمد كحيل (اريتيري) في الجزيرة الإماراتي ومنتخبها الأولمبي، وأحمد عطرون (تشادي) انضم للوصل الإماراتي بعد أن تم منحه جنسيتها. وأضاف آدم: هناك الكثير من اللاعبين الذين خسرتهم الكرة السعودية من بينهم: عبدو البس (تشادي) العبري، وحسين عمر (تشادي)، وعلي مالي (يمني). ليختم رأيه قائلا: كنت أتساءل، هل بالإمكان اللحاق بمن هم في الطريق إلى الخارج قبل حصولهم على تأشيرات بلا عودة؟، وكنت حينها أمني النفس بذلك، وها هو الحلم يتحقق، فبمجرد فتح الباب أمام بحث مثل هذا الأمر ستكون التوصيات بإذن الله في صالح الرياضة السعودية وصالحنا.